حبيب تعلق قلبي هواه
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حبيب تعلق قلبي هواه
جلست في الحديقة المتاخمة لمنزل صديقي الذي إعتدت على زيارته من أجل الدراسة ، ولحسن الحظ أنه تأخر هذه المرة ، فذهبت مسرعا إليها ، وهي أول مرة أدخلها ، فقد أرحت نفسي من عناء طويل تكبدته لا أعلم ما كهنه ما طبيعته ، سوى أنه ظهر في مخيلتي وكأنني خلعت رداء الماضي وما يحمله من عناء وتعب ولبست ثوبا جديدا يحمل في طياته روح الأمل وإن كان لمرحلة مؤقتة أو لفترة قصيرة تنتهي بخروجي من هذه الحديقة ، إلا أن الذي إستنشقته من هواء عليل ونسيم مطمئن مداعب لروحي التي عانت كثيرا مما آلت عليه من مصائب الدهر : هو نسيم بلادي الذي أحن إليه دائما ، هو النسيم الذي إفتقدته بسبب أناس يتكلمون كما نتكلم ، ويتعايشون كما نتعايش ، فلا فرق بيني وبينهم ، فلا أعلم ما الذي فرق بيننا وما الذي حصل ، حتى أصبحنا نلتهم بعضنا البعض كالفريسة التي تقع تحت أنياب الذئاب ، فلا أعلم ما هي الرحمة التي تنتظرها هذه الفريسة ، أتنتظر موتا سريعا يخلصها من عناء أنياب هذه الذئاب ؟ أم تتأمل أن يتركها بعد أن ألحق بها الأذى الشديد الذي أصبح يلازمها طوال حياتها ؟ أم يخلي سبيلها بعد أن ذاقت مرار العيش في هذه اللحظات .
تذكرت هواء بلادي الذي لم يزل يرنوا لقلبي مثل الحبيب الذي تعلق قلبي هواه ، مثل الطيور التي تهاجر تقطع الأميال الطوال لتسكن في بلد الأمان ، تذكرت حفيف الشجر وكيف كنا نتسامر تحت ظلها ، ورأيت أطفالا يلعبون ويمرحون ، فهذا المشهد هو نفسه الذي إعتدت على مشاهدته من نافذة الوطن الكبيرة التي تتسع لكل من نظر من خلالها متأملا في حال هذا الوطن .
الكل يأتي إلى هنا لينفس عما بداخله ، ويشكوا لحميمه أو لخليله عما يجوب في مخيلته ، لكنني إفتقدت الشخص الذي كان دائما يحمل عني همومي ويريحني من عنائها ، إنه صديق ليس كسائر الأصدقاء ، كلما إبتعدت عنه إقترب مني ، وكلما دنوت منه مد يده ليحملني على جناحيه الكسيرتين .
إنه الصديق الذي لا يمكن أن ينتسى من ناظري ، الذي لا يمكن أن يغيرة أو يعكره صفو الوداد الذي تعلق برحى القلب ، الذي تفتت من حوادث الدهر ، إنه الوطن المسلوب ذو المنال البعيد ، أحلم به كل يوم في الصباح عندما تنشر أشعة الشمس خيوطها لتنسج لنا الأمل من جديد ، لتمسح دموع الحيارى والثكالى ، لتزرع في نفوسنا عبق التراب المضمخ بقطرات الدماء المعطرة بالمسك الندي .
وطني ! لا أعلم لم تحملت كل هذا ؟ أمن أجل أناس باعوك بارخص الأثمان ؟ تركوك في أحنك الظروف ، لونوك بشتى المصائب ، أم من أجل من ضحى بنفسه ، بماله ، بروحه من أجل إدخال السرور لقلبك ؟
غريب شأنك أيها الوطن الحبيب ، فمهما طال الزمان ، وزاد غدر اللئام ، فلا بد من اليوم الذي إنتظرته طويلا لتكحل عيوننا من جديد في هذا اليوم الموعود لتحملنا إلى بر الأمان ، لتوصلنا إلى نهاية الطرق الذي جهلناه كثيرا ، لتعود رايات التوحيد ترفرف من جديد فوق مآذن الأقصى ومآذنه تصدح بالتكبير .
لتزول خيوط العنكبوت التي نسجت على عتبات هذا الوطن بعد أن طال الغياب ، بعد أن تفرق شملنا وتشتتنا في بقاع الأرض بعد أن نعق الغراب ، لنزيل كل ما دمرته شياطين الخراب ، ويلتم شمل الأحباب .
ويسألونك متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريبا
تذكرت هواء بلادي الذي لم يزل يرنوا لقلبي مثل الحبيب الذي تعلق قلبي هواه ، مثل الطيور التي تهاجر تقطع الأميال الطوال لتسكن في بلد الأمان ، تذكرت حفيف الشجر وكيف كنا نتسامر تحت ظلها ، ورأيت أطفالا يلعبون ويمرحون ، فهذا المشهد هو نفسه الذي إعتدت على مشاهدته من نافذة الوطن الكبيرة التي تتسع لكل من نظر من خلالها متأملا في حال هذا الوطن .
الكل يأتي إلى هنا لينفس عما بداخله ، ويشكوا لحميمه أو لخليله عما يجوب في مخيلته ، لكنني إفتقدت الشخص الذي كان دائما يحمل عني همومي ويريحني من عنائها ، إنه صديق ليس كسائر الأصدقاء ، كلما إبتعدت عنه إقترب مني ، وكلما دنوت منه مد يده ليحملني على جناحيه الكسيرتين .
إنه الصديق الذي لا يمكن أن ينتسى من ناظري ، الذي لا يمكن أن يغيرة أو يعكره صفو الوداد الذي تعلق برحى القلب ، الذي تفتت من حوادث الدهر ، إنه الوطن المسلوب ذو المنال البعيد ، أحلم به كل يوم في الصباح عندما تنشر أشعة الشمس خيوطها لتنسج لنا الأمل من جديد ، لتمسح دموع الحيارى والثكالى ، لتزرع في نفوسنا عبق التراب المضمخ بقطرات الدماء المعطرة بالمسك الندي .
وطني ! لا أعلم لم تحملت كل هذا ؟ أمن أجل أناس باعوك بارخص الأثمان ؟ تركوك في أحنك الظروف ، لونوك بشتى المصائب ، أم من أجل من ضحى بنفسه ، بماله ، بروحه من أجل إدخال السرور لقلبك ؟
غريب شأنك أيها الوطن الحبيب ، فمهما طال الزمان ، وزاد غدر اللئام ، فلا بد من اليوم الذي إنتظرته طويلا لتكحل عيوننا من جديد في هذا اليوم الموعود لتحملنا إلى بر الأمان ، لتوصلنا إلى نهاية الطرق الذي جهلناه كثيرا ، لتعود رايات التوحيد ترفرف من جديد فوق مآذن الأقصى ومآذنه تصدح بالتكبير .
لتزول خيوط العنكبوت التي نسجت على عتبات هذا الوطن بعد أن طال الغياب ، بعد أن تفرق شملنا وتشتتنا في بقاع الأرض بعد أن نعق الغراب ، لنزيل كل ما دمرته شياطين الخراب ، ويلتم شمل الأحباب .
ويسألونك متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريبا
محمد حبية- كاتب
- الأوسمة : عدد المساهمات : 45
التميز : 6
الدولة : الأردن
العمل/الترفيه : م حاسوب
الهواية : الأدب
رد: حبيب تعلق قلبي هواه
بارك الله فيك أخي محمد حبية على رواياتك الجميلة
من الآن فصاعدا سيمى هذا الملتقى بملتقي أعمال محمد حبية
وسيتم إضافة كافة أعمالك في هذا الملتقى
ونكون سعداء إذا أحببت أن نفتح لك قسم أو مدونة خاص تحمل كافة أعمالك
كل الشكر والتقدير لك أيها الكاتب الأديب
المدير العام
من الآن فصاعدا سيمى هذا الملتقى بملتقي أعمال محمد حبية
وسيتم إضافة كافة أعمالك في هذا الملتقى
ونكون سعداء إذا أحببت أن نفتح لك قسم أو مدونة خاص تحمل كافة أعمالك
كل الشكر والتقدير لك أيها الكاتب الأديب
المدير العام
رد: حبيب تعلق قلبي هواه
بارك الله فيك حقا رائعة....
والله ان المنتدى يتشرف بوجود كاتب مثلك الله يوفقك
ويرفع قدرك ويحقق مبتغاك ممن قصدته في كتباتك
والله ان المنتدى يتشرف بوجود كاتب مثلك الله يوفقك
ويرفع قدرك ويحقق مبتغاك ممن قصدته في كتباتك
ام البراء- الإشــراف
- العضوية السابقة : ام الحارث
حالة العضو : مشرفة الملتقى الإسلامي سابقا
الأوسمة : عدد المساهمات : 1205
التميز : 43
الدولة : غريبة بالدنيا!!
العمل/الترفيه : ابحث عن رضى الله مااستطعت
الهواية : .....!!
رد: حبيب تعلق قلبي هواه
بارك الله فيكم وأعدكم بالمزيد إن شاء الله
محمد حبية- كاتب
- الأوسمة : عدد المساهمات : 45
التميز : 6
الدولة : الأردن
العمل/الترفيه : م حاسوب
الهواية : الأدب
رد: حبيب تعلق قلبي هواه
ماشاء الله عنجد انا بحب الروايات وبحب الابداع الله يوفقك ويسر امرك لنقرأ منك المزيد
هبةامل- الإشـراف
- العضوية السابقة : هبةالله
الأوسمة : عدد المساهمات : 710
التميز : 17
الدولة : في قلوب احبتي - فلسطين -
العمل/الترفيه : معلمة
الهواية : سماع وكتابة القصص والشعر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى