السعادة في رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي من علينا بالصيام، وجعله نظام حياة للأنام، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وتنير طريق الظلمات، وتجدد العهد وتزرع في نفوسنا لذة الأمل والنجاة.
في الحلقة السابقة تحدثنا عن "كيف نستقبل رمضان"، أما موضوع حلقتنا اليوم هو السعادة في رمضان.
كثير منا يبحث عن السعادة في حياته اليومية، ظاناً أنها بالمال والأكل والتمتع بملذات الحياة والإسراف بها، لكنه سرعان ما تتكشف له حقيقة الأمر عند الوقوع بمصايد الدنيا ومكائدها، تظهر عليه علامات الندم؛ لأنه أيقن بعدها أن السعادة ليست بالمال والجاه والسلطان، إذ أنها تكمن في دين الله عز وجل، فقد ارتبط ديننا الحنيف بنظام حياة يكفل لكل البشرية جمعاء حقوقها وواجباتها ما إن تمسكت به وتشبثت وعرفت ما لها وما عليها.
فالسعادة تنبت في قلب الإنسان وتكبر معه وتزداد تعلقا به مادام متصلا بربه مطيعا لدينه، ملتزما لأوامره متجنبا لنواهيه، فتنعكس على سلوك البشر، فإذا ما أذن المؤذن للصلاة هب جميع المسلمين لتلبية النداء، فإذا ما أقيمت الصلاة اصطفوا بجانب بعضهم البعض وقد أزيلت علامات التفرقة بين رئيس ومسؤول ومدير ومهندس وعامل، فالجميع في نظر الله عبيد له، فإذا ما تحققت العبودية المطلقة لله عز وجل تحققت السعادة في نفوس البشر، إذ لا فرق بينهم إلا بالتقوى، وهنا تتجسد معنى الأخوة.
لكن السعادة في رمضان لها طعم خاص يختلف عن باقي العبادات، فهو شهر ارتبط ذكره بالله عز وجل حين قال:"كل عمل ابن آدم له؛ إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"، فإذا حصل إنسان على مكافأة من مسؤول ما، نفذ كل مطالبه على أكمل وجه، وبعد أن اتفق معه على طبيعة العمل والأجر الذي سيستحقه، تراه يقوم بعمله والسعادة تغمر وجهه؛ لأنه متيقناً في نهاية العمل بمكافأة تنتظره، فكيف إذا كان الطالب هو الله سبحانه وتعالى بقوله: "إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"!.
فعلينا أن نستقبل رمضان بكثرة الطاعات والعبادات، فالكريم ينتظرنا برحمة منه ومغفرة وعتق من النيران، فما اسعد أيامنا ونحن نستقبله وكلنا شغف، ففيه تتواصل أواصر المحبة بعد أن انقطعت وتباعدت الأرحام فيما بينها، وفيه يقاسم الفقير مال الغني وتتساوى بين البشر، فيشعر الإنسان بالسعادة عندما يأخذ هذا المال، فيكون سعيدا لقدرته على قضاء حوائجه بعد أن تعسرت، وكذلك الغني لأنه فرج عن أخيه المسلم، فتتجلى السعادة في قلبه وتسانده وتشجعه على الإنفاق الدائم.
والسعادة تتجلى عندما يفطر المسلمون جميعا في وقت واحد، ويمسكون كذلك، فتراهم متوحدين مترابطين متعاونين مع بعضهم البعض لتحقيق هدف واحد وهو الفوز برضى الله سبحانه وتعالى.
أحبتي، أسأل الله العلي القدير أن نكون سعداء في حياتنا، في دنيانا وفي آخرتنا، وأن نبفى على العهد مع الله سبحانه وتعالى
وختاما، لنا موعد آخر وهو "علو الهمة في رمضان"
محمد حبية
فلسطين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أشكرك أخي الكاتب محمد حبية على موضوعك
وها أنا مشتاق لحلقاتك ومتابع معك بكل شغف
لقد أضفيت نوعا من الشوق في هذا الملتقى

أشكر اهتمامك بهذ المنتدى
كما أشكر مرورك الطيب والتفاعل معه
تقبل قلمي
دمت بود
محمد حبية

جزاك الله عنا كل الخير اخي محمد حبية
فأنا حقيقة اشعر بسعادة الحياة ولذتها في هذا الشهر الفضيل
الكل مقبل على الله في الطاعات والعبادات
جزاك الله مرة أخرى على حلقاتك
أنتظر التي تليها