ايه المبشرات الكريمة

احبت ان انضع بين ايديكم جمال هذه الاية

قال تعالى : قل يعبادىَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفرُ الذنوب جميعاً إِنه هو الغفور الرحيم.
قال العلماء والمفسرون ان هذه أرجى آيه في كتاب الله لإشتمالها على قصرها على سبع بشارات جملة واحدة ,
فإنه سبحانه :
اضاف العباد الى نفسه واختصهم بأحب المقامات اليه , مقام العبوددية مادحا لهم بقصد تشريفهم , وا نهم لازالو مشمولين بانتسابهم اليه ورعايته لهم.
وذالك رغم ما كان منهم من اسراف في المعاصي واستكثار للذنوب لا تضرهسبحانه انما تضرهم لذالك قال سبحانه ( انفسهم ) .
ثم جاء النهي المطلق عن القنوط من رحمة الله لهؤلاء المستكثرين من المعاصي, والنهي عن القنوط من رحمة الله غير المسرفين اولى .
ثم جاءت الحقيقة الحاسمة : ( ان الله يغفر الذنوب جميعا ) بما لا يدع مجالا للشك , وجاءت الالف واللام لتعلن ان الله يغفر كل ذنب كائنا من كان.
ثم لم يكتفي الله بما اخبر به من مغفرة كل ذنب بل آكّد ذالك بتأكيد آخر في قوله ( جميعا ) ثم علل سبحانه هذا الكلام قائلا :
( انه هو الغفور) : اي كثير المغفرة , والمغفرة هي التغطية والستر , اي العفو عنها ومغفرتها وان عظم الذنب!
( الرحيم ) : الذي يعلم ضعف عباده وعجزهم. ويعلم العوامل المسلطة عليهم من داخلهم من نفس امارة السوء وميول الشهوات . ومن خارجهم من شياطين جن تتربص بهم وتقعد لها كل مرصد , واعوان لهم من الانس يستبسلون في اغراء الخلق وبذل طاقتهم من اجل اشاعة الفاحشة بين المؤمنين !
لذالك هل هناك منّا من هو معصوم عن الوقوع في الخطأ وارتكاب المعصية !!
هل هناك من لديه صق غفران مسبق يستخدمه ليعمل ما يحلو له ؟!
ام ان هناك من له رتبة ومنزلة شرف يحضى بها ليتنزه عن المعصية والوقوع في الزلل ؟!
لا , أحبتي ليس منا من هو بتلك الدرجات وليس منا بقي سليما معافاه دون ان يخوض في غمار هذه الحياة
وبحر الشهوات المظلم فيها , الا ان ربنا يتغمد من يشاء برحمة منه وتوبه صدوقة نصوحه يسخرها في طريقه
ليسلكها ويتقرب بها الى ربه بصدق المتاب والرجوع الطاهر اليه .
ألم يقل تبارك وتعالى في الحديث القدسي المشهور :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لو لم تذنبو لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم . صحيح