حكم الغناء
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حكم الغناء
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علمًا، ووسع كل شيء عزة وحكمًا، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علمًا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يهدي مَن يشاء فضلاً، ويضلُّ مَن يشاء عدلاً، ويحول بين المرء وقلبه، وقد يزيغ قلب العبد بشؤم كَسبه.
وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله المنزَّل على قلبه القرآن العظيم، المضاد للألحان والمزامير، والمتوعِّد لأهلهما بالعذاب المهين والأليم.
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان، الذين كانوا أغلظ الأمة على أهل الفسق، وأشدهم عليهم بالصدع بالحق، وأبعدها عن مداهنة الخَلْق.
أما بعد:
فإنه من الثابت المعلوم لدى عموم المسلمين: ما قرَّره أئمَّة الفقه في الدِّين، من حرمة الغناء وآلاته في الجملة، وأن أهل هذين المزمورَيْن مغموطون بالفسق والنفاق في السنَّة، وعلى ألسنة خيار الأمة، من لدن الصحابة والتابعين، وتابعيهم وأئمة الهدي والدين، من بعدهم وصالحي عامَّة المسلمين، إلى يومنا هذا، حتى ظهرت مقالة في أعقاب الزمن تُحِلُّ ذلك العَفَن، مخالِفةً لما عليه سلف هذه الأمة، الذين هم على خير هدي وسَنَن.
ومما استُدِلَّ به على تحريم الغناء وآلاته:
قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [لقمان: 6-7]. وقد اشتهر عن أبن مسعود رضي الله عنه - وهو مَنْ هو في العلم بكتاب الله تعالى ومًراده، وبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه- قوله - رضي الله عنه - بعد أن تلا هذه الآية: "والله الذي لا إله غيره؛ إن هذه الآية في الغناء"! ثم قال: "الغناء يُنبِت النفاق في القلب، كما يُنبِت الماءُ الزرعَ".
ومما استدل به -كذلك -:
تفسير بعض السلف صوت الشيطان في قوله تعالى: ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ﴾ [الآية من سورة الإسراء] بأنه الغناء والمزامير.
ومن أدلة تحريم الغناء وآلاته:
ما خرجه البخاري - رحمه الله - في "صحيحه" معلقًا مجزومًا به، وخرجه أئمة غير البخاري - رحمهم الله - مرفوعا صحيح الإسناد - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلُّون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف"؛ الحديث. والاستحلال إنما يكون للشيء المحرَّم المعلوم التَّحريم، والحديث سِيقَ مَساق الخبر عمَّا سيكون في المستقبل، مع التحذير والذمِّ والوعيد لمُحِلِّه ومُسْتَحِلِّه.
في جملة أدلَّةٍ من الكتاب وصحيح وصريح السنة، وأثارٍ مستفيضة مشهورة معلومة عند فقهاء الأمة، تتضمن هذا المعنى بصريح العبارة أو واضح الإشارة، تلقاها أهل العلم بالقَبول، والاستدلال بها، والرَّدِّ على المخالِف.
والكلام المنقول عن السَّلف الصَّالح من الصحابة والتابعين، وأئمة الفقه في الدِّين، في ذمِّ الغناء وأهله وآلاته، وبيان مُضَادَّتهما للوحي المُنَزَّل، وهدي النبي المُرسَل، والإمام المُكَمَّل، صلى الله عليه وسلم – مستفيضٌ، تُغني شهرته عن ذِكره، فمن أراده وجده مَظَانّه، وإن عجز فليسأل أهل الفُتيا عمَّا أشكل عليه.
ومن أقرب ما أُلِّف في هذا بيان حرمة الغناء وآلاته: كتاب "فصل الخطاب، في الردِّ على أبي تراب" للشيخ العلامة حموُّد بن عبدالله التويجري - رحمه الله تعالى - والذي قدَّم له سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن الباز رحمه الله؛ فإنه كافٍ وافٍ شافٍ في سرد الأدلة على حرمة الغناء وآلاته، وبيان وجه الدلالة منها، وتفنيد كلِّ شبهةٍ أدلى بها مَن يبيح الغناء وآلاته، وبيان أن القول بحرمة الغناء وآلاته هو قول جمهور فقهاء المِلَّة، وهو الذي عليه صالحوا عامَّه الأمَّة، وأنه لم يخالفهم في ذلك مَن يَعْتَدُّ المحقِّقون من علماء الأمة برأية، إما لمعرفتهم بجهله، أو لاتِّهامهم له بنفاقٍ أو هوًى قد أضلَّه.
والخير كلُّه في اتِّباع السَّلف الصالحين، من الصحابة والتابعين، وتابعيهم، وأئمة الهدى وخيار المسلمين، قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾؛ فمَن أحبَّ أن يجمعهم الله بهم فليتَّبعهم بإحسان، ولا يقدح فيهم، ولا يَرُدَّ ما اتَّفقوا عليه من الحقِّ.
رابط الموضوع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يهدي مَن يشاء فضلاً، ويضلُّ مَن يشاء عدلاً، ويحول بين المرء وقلبه، وقد يزيغ قلب العبد بشؤم كَسبه.
وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله المنزَّل على قلبه القرآن العظيم، المضاد للألحان والمزامير، والمتوعِّد لأهلهما بالعذاب المهين والأليم.
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان، الذين كانوا أغلظ الأمة على أهل الفسق، وأشدهم عليهم بالصدع بالحق، وأبعدها عن مداهنة الخَلْق.
أما بعد:
فإنه من الثابت المعلوم لدى عموم المسلمين: ما قرَّره أئمَّة الفقه في الدِّين، من حرمة الغناء وآلاته في الجملة، وأن أهل هذين المزمورَيْن مغموطون بالفسق والنفاق في السنَّة، وعلى ألسنة خيار الأمة، من لدن الصحابة والتابعين، وتابعيهم وأئمة الهدي والدين، من بعدهم وصالحي عامَّة المسلمين، إلى يومنا هذا، حتى ظهرت مقالة في أعقاب الزمن تُحِلُّ ذلك العَفَن، مخالِفةً لما عليه سلف هذه الأمة، الذين هم على خير هدي وسَنَن.
ومما استُدِلَّ به على تحريم الغناء وآلاته:
قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [لقمان: 6-7]. وقد اشتهر عن أبن مسعود رضي الله عنه - وهو مَنْ هو في العلم بكتاب الله تعالى ومًراده، وبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه- قوله - رضي الله عنه - بعد أن تلا هذه الآية: "والله الذي لا إله غيره؛ إن هذه الآية في الغناء"! ثم قال: "الغناء يُنبِت النفاق في القلب، كما يُنبِت الماءُ الزرعَ".
ومما استدل به -كذلك -:
تفسير بعض السلف صوت الشيطان في قوله تعالى: ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ﴾ [الآية من سورة الإسراء] بأنه الغناء والمزامير.
ومن أدلة تحريم الغناء وآلاته:
ما خرجه البخاري - رحمه الله - في "صحيحه" معلقًا مجزومًا به، وخرجه أئمة غير البخاري - رحمهم الله - مرفوعا صحيح الإسناد - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلُّون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف"؛ الحديث. والاستحلال إنما يكون للشيء المحرَّم المعلوم التَّحريم، والحديث سِيقَ مَساق الخبر عمَّا سيكون في المستقبل، مع التحذير والذمِّ والوعيد لمُحِلِّه ومُسْتَحِلِّه.
في جملة أدلَّةٍ من الكتاب وصحيح وصريح السنة، وأثارٍ مستفيضة مشهورة معلومة عند فقهاء الأمة، تتضمن هذا المعنى بصريح العبارة أو واضح الإشارة، تلقاها أهل العلم بالقَبول، والاستدلال بها، والرَّدِّ على المخالِف.
والكلام المنقول عن السَّلف الصَّالح من الصحابة والتابعين، وأئمة الفقه في الدِّين، في ذمِّ الغناء وأهله وآلاته، وبيان مُضَادَّتهما للوحي المُنَزَّل، وهدي النبي المُرسَل، والإمام المُكَمَّل، صلى الله عليه وسلم – مستفيضٌ، تُغني شهرته عن ذِكره، فمن أراده وجده مَظَانّه، وإن عجز فليسأل أهل الفُتيا عمَّا أشكل عليه.
ومن أقرب ما أُلِّف في هذا بيان حرمة الغناء وآلاته: كتاب "فصل الخطاب، في الردِّ على أبي تراب" للشيخ العلامة حموُّد بن عبدالله التويجري - رحمه الله تعالى - والذي قدَّم له سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن الباز رحمه الله؛ فإنه كافٍ وافٍ شافٍ في سرد الأدلة على حرمة الغناء وآلاته، وبيان وجه الدلالة منها، وتفنيد كلِّ شبهةٍ أدلى بها مَن يبيح الغناء وآلاته، وبيان أن القول بحرمة الغناء وآلاته هو قول جمهور فقهاء المِلَّة، وهو الذي عليه صالحوا عامَّه الأمَّة، وأنه لم يخالفهم في ذلك مَن يَعْتَدُّ المحقِّقون من علماء الأمة برأية، إما لمعرفتهم بجهله، أو لاتِّهامهم له بنفاقٍ أو هوًى قد أضلَّه.
والخير كلُّه في اتِّباع السَّلف الصالحين، من الصحابة والتابعين، وتابعيهم، وأئمة الهدى وخيار المسلمين، قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾؛ فمَن أحبَّ أن يجمعهم الله بهم فليتَّبعهم بإحسان، ولا يقدح فيهم، ولا يَرُدَّ ما اتَّفقوا عليه من الحقِّ.
رابط الموضوع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
رد: حكم الغناء
الكثير منا يعرف حرمة الغناء أو الاستماع إليه لكن مازالوا يفضلونه كثيرا في حياتهم
اللهم ثبتنا على دينك
اللهم ثبتنا على دينك
الياس- الأعضاء
- عدد المساهمات : 42
التميز : 13
الدولة : فلسطين
رد: حكم الغناء
وقانا الله من سماع الأغاني وجعلها مشمئزة في قلوبنا
فلسطين- الأعضاء
- عدد المساهمات : 856
التميز : 73
الدولة : فلسطين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى