طبيب الأسنان ــ الحلقة الرابعة بقلم:محمد حبية

قضيت تلك الليلة أنتظر الصباح لأعرف السر الذي جهلته طوال الأشهر الماضية وما يدور حولي من تكهنات بدأت تترجم على أرض الواقع، الساعة الآن التاسعة صباحا، هو الموعد المنتظر، هاقد وصل الشخص المراد.

السلام عليكم.
وعليكم السلام.

كيف حالك؟ انتظرتك طويلا، لم استطع النوم حبا وشغفا لمعرفة ما يدور حولي.
عذرا، إنني لا فهم ما تقصد، وكيف عرفت ما حصل لي؟ أتقصد أنك كنت تعلم أنه سيحصل لي كذا وكذا؟ وكيف تنبأت به قبل وقوعه؟ فكلامك يشي
بأنه خطأ كبير أرتكبه من كان يتغنى بضالتي النائية.

لا تقلق كثيرا، فقد كنت على دراية لما حصل لك، وحاولت جاهدا أن التقي بك لأحذرك قبل فوات الأوان، لكنني بلا شك تأخرت وملامح وجهك هو ما يدل على ذلك.

نعم، هذا ما قصدته، لكن هناك أيضا من تكتم عليه بل وزاد اعجابه له لمصالح مشتركة بينهم وبدأ بسرد الأسماء واحدا تلو الآخر ونظراتي تحدق به وهو يصف لي الحادثة بكل دقة وكأنه كان معي يدون كل لحظة بلحظة، وكيف كانت عيونهم ملأى بحوادث ومشاهد تشي باستهجان، أهو دليل على نجاح ما حصل، أم الاستنكار المبهم الذي يفهم منه أنهم شركاء المصالح التي اقتضت في ذلك الوقت.
أعصابي بدأت تشدني وتفكيري، ألهذا الحد أصبحت ضمائرنا تنسدل نحو أهواء زائلة ومصالح ترقى بهم نحو مستقبل غامض لا يعرفون منتهاه! تطمس قلوبهم في بحر الظلام تنهش رغيد حياتهم.

صديقي العزيز، هل لك أن توضح الأمر لي جيدا، فهناك تكهنات بدأت بتحليلها، ولعلني أكون قريبا من الهدف. لا تتعب عقلك بالتفكير، سأسرد لك القصة بكاملها وكيف توصلت إلى هذه النتيجة المؤكدة والتي تثبت صحة فرضيتي رغم الصعوبات التي واجهتنا في استنباط الحقيقة المتوخاة بالحذر والمخاطر المترتبة عليها بعد ذلك، وكيف سنواجه الأمواج المتلاطمة بعد أن تعصف بهم دوامة الحقائق والدلالات التي تثبت صحتها.
يا إلهي! إنك تشعرني بمصيبة تنتظرني وبفريسة تؤرقني لتظهر عيوب الآخرين وأكون الضحية بينكم، اتركاني وشأني فكلاكما أكن الاحترام والتقدير لوقوفكما بجانبي، ولا تنسى أننا بشر نصيب ونخطئ، فلا ترهق نفسي ما لا تطيق، والتمس لأخيك عذرا.

تمهل، لا تهرف بما لا تعرف، وكن شجاعا في مواقف تتطلب منك وتفرض عليك، فطبيعة الانسان جبلت على حب الذات، فكن حبيسها ولا تطلق لها العنان، فكبرياؤنا لا ينفذ بهذه الطريقة الحمقاء، واقتصد بعاطفتك جيدا وتأنى.
أصابني صمت طويل، اختلط بخلجات صدري بذهول عميق، واتسعت دائرة تفكيري فاقدا السيطرة عليها.
يتبع...