التصنيع الغذائي".. دعمٌ للمُزارع "الخسران"!

باتت الأغذية المجمّدة، من أكثر المواد المستخدمة من قبل ربات البيوت داخل مجتمعنا الفلسطيني، خصوصاً وأنها توفّر عليهنّ الكثير من الوقت والجهد المطلوبين في إعداد الطعام.
ولكن.. معظم هذه الأغذية "مستورد" من داخل الأراضي المحتلة عام 48م، أو من الخارج..

وتزامناً مع فرض الحصار على قطاع غزة، وتوقف المزارعين عن تصدير الخضار والفاكهة، بدأت بعض المؤسسات الخيرية في التفكير بانتشال "المزارع" من مستنقع الخسارة الناتجة عن كساد البضاعة، فكانت الفكرة الناجعة "مشاريع للتصنيع الغذائي" تستغل الفائض من الخضار والفواكه، وتساعد المزارع في تسويق منتجاته، وفي الوقت ذاته تشغل عددا من النساء العاطلات عن العمل".. "فلسطين " رصدت إحدى هذه التجارب المتمثلة في مصنع بيسان للصناعات الغذائية التابع لجمعية النجدة.. أما بقية التفاصيل فتتبع:

أتقنا العمل
رائدة سلمان إحدى العاملات في المصنع منذ خمسة شهور، عبرت عن سعادتها للعمل في هذا المجال الذي تلقت تدريبا فيه حتى أضحت تتقنه، معبرةً عن رضاها عن العمل في المصنع الذي يحرص على النظافة والترتيب، خصوصاً وأنها تعمل في مجال صناعة الألبان.

ولفتت إلى أن العمل يتم يدويا وآلياً، "لقد بتُّ اليوم قادرةً على إنشاء مشروعٍ خاصٍ بي".
أما سناء لبد التي تعمل في المصنع ذاته في مجال تجميد الخضار، شرحت آلية العمل بالقول :"قبل أن نبدأ العمل، نتصل بالمزارعين ليجلبوا لنا كمية كبيرة من الخضار الطازجة، نقوم بفصل السليم منها عن التالف، ثم نغسلها، ونسلق ما يحتاج للسلق ، ثم نعقمها ، ونضعها في أكياس وندخلها الثلاجة، إلى أن يتم تسويقها ".

وأبدت إعجابها بمستوى النظافة الذي يحرص عليه المصنع، مدللة على ذلك بأنها تتسوق لبيتها من منتجاته لثقتها بجودتها .

قبل أن نبدأ العمل، نتصل بالمزارعين ليجلبوا لنا كمية كبيرة من الخضار الطازجة، نقوم بفصل السليم منها عن التالف، ثم نغسلها، ونسلق ما يحتاج للسلق ، ثم نعقمها ، ونضعها في أكياس وندخلها الثلاجة، إلى أن يتم تسويقها
سلمان

حفظ بعدة طرق
مدير مصنع بيسان التابع لجمعية النجدة م .محمد عبد المالك، أشار إلى أن المصنع يتخصص في عملية التصنيع الغذائي ، التي تتم بعدة طرق ، منها التجميد والتخليل ، وصناعة الألبان والمربيات والسلطات، مبينا أن الفكرة نشأت عندما اشتد الحصار على قطاع غزة بهدف مساعدة المزارعين في تسويق منتجاتهم وتوفير مصدر دخل لعدد من النساء ، حيث إن المصنع الممول من الاتحاد الأوروبي يشتري الخضار والفواكه من المزارعين بأسعار مجزية.

وأشار م.عبد المالك إلى أن مشروع مصنع الصناعات الغذائية تدعمه جمعية النجدة ويموله الاتحاد الأوروبي بقيمة تكلفة تبلغ نحو 350 ألف يورو لمدة عام ونصف العام.

وعند سؤاله عن سبب عدم قيامهم بحفظ الفواكه بالتجفيف ، عزا عبد المالك السبب في ذلك ، إلى قلة إنتاج القطاع من الفواكه القابلة للتجفيف كالمشمش والعنب والكرز، بجانب عدم تقبل المواطن لطعم بعض الفواكه مجففة كالفراولة، مما جعل المصنع يقصر عمله على مجال التجميد .

ولفت إلى أن المصنع يقوم بتخزين فواكه مجمدة ، ويبيعها للمطاعم والاستراحات ، بينما يسوق الخضار المجمد لمحلات السمانة، لافتا إلى أن المواطن يفضل شراء الخضار المجمدة على نظيرتها المجففة ، لكونها تفقد جزءا من خواصها بالتجفيف .

الجدير ذكره، أن الحفظ بالتجميد يعتبر من أهم الطرق المستعملة لحفظ الكثير من الأغذية سريعة الفساد ، فهو يحافظ على معظم الخواص الطبيعية وعلى جودة الأغذية حيث يقلل الحفظ بالتجميد معظم التفاعلات الكيموحيوية ويحد من تكاثر ونمو الكائنات الحية الدقيقة ويعمل على خفض درجة النشاط المائي للمادة الغذائية .

كما يمكن حفظ الأغذية المجمدة مدة طويلة نسبياً تتراوح بين عدة أشهر إلى سنة أو أكثر مع احتفاظ الغذاء بخواصه ، والأغذية المجمدة تكون جاهزة للطبخ مباشرة أو التقديم على المائدة دون تجهيز ، كما أن التجميد في الوقت الحاضر أصبح ينافس جميع طرق الحفظ الأخرى ويعتبر من أفضلها .

قلة إنتاج القطاع من الفواكه القابلة للتجفيف كالمشمش والعنب والكرز، بجانب عدم تقبل المواطن لطعم بعض الفواكه مجففة كالفراولة، مما جعل المصنع يقصر عمله على مجال التجميد
عبد المالك

ويمكن استخدام الحفظ بالتجميد على نطاق واسع حيث يمكن استخدامه في معظم أنواع الخضروات وكثير من أصناف الفاكهة ، ونسبة الفقد في الأغذية المجمدة تعتبر منخفضة إذا ما قورنت بالأغذية الطازجة .

منافسة مع المستورد
وبين عبد المالك وجود طريقتين للتجميد ، تجميد سريع وآخر بطيء ، قائلا :"نحن نعتمد على التجميد البطيء لقلة الإمكانيات لدينا، حيث نقوم بتجميدها في ثلاجات تصل درجة حرارتها إلى 18 درجة مئوية تحت الصفر ، وتجمد ذرة وبامية وملوخية وبازيلاء وملوخية وفاصولياء وبطاطا شيبس ، تتناسب مع المستهلك ".

ولفت إلى أنه يتم اختيار الأصناف التي يتم استهلاكها في السوق المحلي خاصة من الخضار التي لم يتم تصديرها ، لافتا إلى أن المصنع يقوم بصناعة المربى من الخضار والفواكه ، مربى التين والجزر والبرتقال والتفاح والعنب والبلح والفراولة والباذنجان والقرع ، والمخللات من الخضار الموسمية .

وأكد أن منتجاتهم كانت تلاقي إقبالا كبيرا قبل فتح المعابر ، لكنها الآن تواجه منافسة شرسة من المنتجات المستوردة ، الأقل سعرا بسبب انخفاض سعر التكلفة عن نظيرتها المحلية ، مشيرا إلى أن المصنع يشغل 26 سيدة ، خضعن لتدريب مكثف قبل الالتحاق بالعمل.

المصدر: صحيفة فلسطين
فاطمة الزهراء العويني

مشروع جيد ولا يحتاج لتكلفة كبيرة

أنا أنصح من يعتمد على قوت يومه من فلاحة أرضه بتجميد محصوله ليجده أمامه عندما يحتاجه وخاصة أنه من زراعة يده يعني انه خال من المواد الكيمائية