***وقفات في فصل الشتاء ***
+6
أثير الصمت
ام البراء
هبةامل
الرأي السديد
HappyyaH
دودو عاصي
10 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
***وقفات في فصل الشتاء ***
وقفات في فصل الشتاء ***
....... اننا الآن ممن يعيش فصل الشتاء ونحسه ونستشعره
ولذا لنا مع هذا الفصل وقفات لعلَّ الله عز وجل
يفتح لها القلوب:
الوقفة الأولى: تأمل وتفكر
إن أحسن ما أتفقت فيه الأنفاس ....التفكر في آيات الله وعجائب صنعه، والانتقال منها إلى تعلق القلب والهمّة به دون شيء من مخلوقاته.
وكم لله من آياته في كل ما يقع الحس عليه، ويبصره العباد،
وما لا يبصرونه، تفنى الأعمار دون الإحاطة بها وبجميع تفاصيلها.
لكن تأمل معي هذه الحكمة البالغة في الحر والبرد، وقيام الحيوان والنبات عليهما
. وفكر في دخول أحدهما على الآخر بالتدريج والمهلة حتى يبلغ نهايته.
ولو دخل عليه مفاجأة لأضنَّ ذلك بالأبدان وأهلكها، وبالنبات، كما خرج الرجل من حمام مفرط الحرارة إلى مكان مفرط البرودة، ولولا العناية والحكمة والرحمة والإحسان لما كان ذلك، فهل من متأمل ومتفكر؟!
الوقفة الثانية: آيات الله في الشتاء
1 - الصواعق: قال تعالى: وَيُرسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُم يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ [الرعد:13]. وقد جاء في سبب نزولها أن رجلاً من عظماء الجاهلية جادل
في الله تعالى فقال لرسول الله : ( أيش ربك الذي تدعوني إليه؟
من حديد هو؟ من نحاس هو؟ من فضة هو؟ من ذهب هو؟
فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه وأحرقته ).
2 - الرعد والبرق:
عن ابن عباس قال: اقبلت يهود إلى النبي فقالوا: (يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ماهو؟)
قال: { ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق
بها السحاب حيث شاء الله } قالوا: ( فما هذا الصوت الذي نسمع؟ )
قال: { زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر }
قالوا: ( صدقت ) [السلسلة الصحيحة للألباني:1872].
3 - المطر والبرد:
قال تعالى: أًلَمَ تَرَ أَنَ اللهَ يُزجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَينَهُ ثُمَّ يَجعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنَ يَشَاءُ وَيَصرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرقِهِ يَذهَبُ بِالأَ بصَارِ [النور:43].
الوقفة الثالثة: شكوى
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :
{ اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب. أكل بعضي بعضاً
فجعل لها نفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف
فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها }
[رواه البخاري ومسلم].
فتذكر يا أخي شدة زمهرير جهنم بشدة البرد القارس
في الدنيا، وإن ربط المشاهد الدنيوية بالآخرة
ليزيد المرء إيماناً على إيمانه.
يقول أحد الزهاد: ( ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر ).
الوقفة الرابعة: التوحيد في الشتاء
يكثر في هذه الأيام من بعض المسلمين
نسبة المطر إلى الأنواء ( منازل القمر ) وهذه النسبة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - نسبة إيجاد: أي أنها هي الفاعلة المُنزلة للمطر بنفسها دون الله وهذا شرك أكبر مخرج من الملة الإسلامية.
2 - نسبة سبب: أي أن يجعل هذه الأنواء سبباً
مع اعتقاده أن الله هو الخالق الفاعل، وهذا شرك أصغر؛ لأن كل
من جعل سبباً لم يجعله الله سبباً لا بوحيه ولا بقدره فهو مشرك شركاً أصغر.
3 - نسبة وقت: وهذه جائزة بأن يريد
بقوله: مطرنا بنوء كذا، أي جاءنا المطر في هذا النوع أي في وقته،
لهذا قال العلماء: ( يحرم أن يقول مطرنا بنوء كذا، ويجوز مطرنا في نوء كذا ).
والأفضل من هذا أن يقول العبد كما جاء في الحديث:
{ مطرنا بفضل الله ورحمته }.
الوقفة الخامسة: الشتاء وعمر الإنسان
بإدراكنا هذا الشتاء يكون قد مضى
وانصرم من أعمارنا عاماً كاملاً سيكون شاهداً لنا أو شاهداً علينا.
والمؤمن يقف مع نفسه وقفة صادقة ويقول لها: إنما هي ثلاثة أيام.
قد مضى أمسٌ بما فيه. وغداً أملٌ لعلك لا تدركه. إنك إن كنت من أهل غد
فإن غداً يجيء برزقه. ودون غد يوماً وليلة تخرم فيه أنفاس كثيرة.
لعلك المخترم فيها كفى كل يوم همُّه.
ثم قد حملت على قلبك الضعيف همّ السنين والأزمة، وهمَّ الغلاء والرخص وهمَّ الشتاء قبل أن يجيء الشتاء،
وهمَّ الصيف قبل أن يجيء الصيف فماذا أبقيت من قلبك الضعيف
لآخرته؟
كل يوم ينقص من أجلك وأنت لا تحزن.
مضى الدهر والأيام والذنب حاصل ** وجاء رسول الموت والقلب غافل
نعيمك في الدنيا غرور وحسرة ** وعيشك في الدنيا محال وباطل
الوقفة السادسة: الجسد الواحد
أحدهم يقسم بالله العظيم أن عنده جدّتين لأمه وأبيه
تنامان في لحاف واحد من شدة البرد.
أخوتي في الله
إن هذا الفصل نعيشه ويعيشه معنا أناس يستقبلون قبلتنا،
ويصلون صلاتنا، ويحجون حجنا فلهم حق. إن هذا الفصل وما يمر علينا فيه من الشدائد
هنا وهنا فقط، لابد وأن نستشعر جميعاً أن هناك من هو أحوج بالرأفة
والمساعدة منا، لابد أن نتذكر أولئك الذين لامس بل اخترق بردُ
الزمهرير عظامهم. إن هناك مسلمون لا يحلم بل لا يتصور أحدهم وإن شئت
فقل لا يتوقع في الحسبان أن يصل إليه ثوب قد جعلته أنت
مما فضل من ثيابك وملابسك.
أخوتي في الله
قل لي بربك كم يملك أحدنا من ثوب؟
وكم يُفصِّل أحدنا من ثوب؟ وكم.. وكم.. وكم..؟ خير كثير كثير.
ونِعَمٌ لا تحصى.. ولكن أين العمل؟. إلى الله المشتكى فلا تحقرن صغيرة
إن الجبال من الحصى. فهيا أخي امضِ وتصدق ولو بشيء يسير،
فربما يكون في نظرك حقير وعند ذلك الفقير المحتاج كبير وعظيم.
الوقفة السابعة: من أحكام الطهارة في الشتاء
1- ماء المطر طهور: يرفع الحدث ويزيل الخبث قال تعالى: وَأَنَزَلنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً [الفرقان:48].
2- إسباغ الوضوء في البرد كفارة للذنوب والخطايا: والإسباغ مأمور به شرعاً عند كل وضوء.
3- يكثر في فصل الشتاء والوَحَلُ والطين
فتصاب الثياب به مما قد يُشكِل حكم ذلك على البعض.
فالجواب:
أنه لا يجب غسل ما أصاب الثوب من هذا الطين؛ لأن الأصل فيه الطهارة.
وقد كان جماعة من التابعين يخوضون الماء والطين في المطر
ثم يدخلو المسجد فيُصلون. لكن ينبغي مراعاة المحافظة
على نظافة فُرش المسجد في زماننا هذا.
4- يكثر في الشتاء لبس الناس للجوارب والخفاف ومن رحمة الله بعبادة أن أجاز المسح عليهما إذا لُبسا على طهارة وسترا محل الفرض، للمقيم يوماً وليلة - أي أربعاً وعشرين ساعة - وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن - اي اثنتان وسبعون ساعة - وتبدأ المدة من أول مسح بعد اللبس على الصحيح وإن لم يسبقه حدث بأن يمسح أكثر أعلا الخف فيضع يده على مقدمته ثم يمسح إلى ساقه، ولا يجرى مسح أسفل الخف والجورب وعقبه، ولا يُسن.
ومن لبس جورباً أو خفاً ثم لبس عليه آخر قبل أن يحدث فله مسح أيهما شاء.
وإذا وإذا لبس جورباً أو خُفاً ثم أحدث ثم لبس عليه آخر قبل أن يتوضأ فالحكم للأول.
وإذا لبس خُفاً أو جورباً ثم أحدث ومسحه ثم لبس عليه آخر فله
مسح الثاني على القول الصحيح. ويكون ابتداء المدة من مسح الأول.
وإذا لبس خُفاً على خُف أو جورباً على جورب ومسح الأعلى ثم خلعه
فله المسح بقية المدة حتى تنتهي على الأسفل.
5 - من مخالفات الطهارة في الشتاء:
أ - بعض الناس لا يسبغون الوضوء لشدة البرد بل لا يأتون بالقدر الواجب حتى إن بعضهم يكاد يمسح مسحاً. وهذا لا يجوز ولا ينبغي.
ب - بعض الناس لا يسفرون أكمامهم
عند غسل اليدين فسراً كاملاً - أي يكشفون عن موضع الغسل كشفاً تاماً -
وهذا يؤدي إلا أن يتركوا شيئاً من الذراع بلا غسل، والوضوء
معه غير صحيح.
ج - بعض الناس يُحرَجُون من تسخين الماء للوضوء وليس معهم أدنى دليل شرعي على ذلك.
الوقفة الثامنة: من أحكام الصلاة في الشتاء
1 - الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في وقت إحداهما سنة إذا وجد سببه وهي المشقة في الشتاء، من مطر أو وحلٍ أو ريح شديدة باردة، وهي رخصة من الله عز وجل والله يحب أن تؤتى رخصه. وتفصيل أحكام الجمع مبسوطة في المطولات.
2 - من مخالفات الصلاة في الشتاء:
أ - التلثم:
صحّ عن النبي أن يغطي الرجل فاه. فينبغي للمسلم إذا دخل المسجد أن يحل اللثام عن فمه، ولا بأس أن يغطي فمه أثناء التثاؤب في الصلاة ثم ينزع بعده. بل هو المشروع سواءً أكان باليد أم بشيء آخر.
ب - الصلاة إلى النار:
يكثر في الشتاء وضع المدافئ في المساجد أو في البيوت وتكون أحياناً في قبلة المصلين. وهذا مما نص أهل العلم على كراهته لأن فيه تشبهاً بالمجوس وإن كان المصلي لا يقصد ذلك ولكن سداً لكل طريق يؤدي للشرك ومشابهة المشركين.
3 - الصلاة على الراحلة أو في السيارة:
جائزة خشية الضرر إذا خاف الضرر وإذا خاف خروج وقتها وهي مما لا يجمع مع غيرها في الشتاء.
قال ابن قدامة في المغني: ( وإن تضرر في السجود وخاف من تلوث يديه وثيابه بالطين والبلل فله الصلاة على دابته ويؤمئ بالسجود ).
الوقفة التاسعة: الدعاء في الشتاء
1 - عند رؤية الريح: ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به ).
2 - عند رؤية السحاب: ( اللهم إني أعوذ بك من شرها ).
3 - عند رؤية المطر: ( اللهم صيباً هيئاً ) أو ( اللهم صيباً نافعاً ) أو ( رحمة ) ويستحب للعبد أن يكثر من الدعاء عند نزول المطر لأنه من المواطن التي تطلب إجابة الدعاء عنده، كما في الحديث الذي حسنه الألباني في الصحيح [1469].
4 - إذا كثر المطر وخيف منه الضرر: قال: ( اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظرب وبطون الأودية ومنابت الشجر ).
فائدة: يستحب للمؤمن عند أول المطر أن يكشف عن شيء من بدنه
حتى يصيبه ( لأنه حديث عهد بربه ) هكذا فعل النبي وعلل لـه.
الوقفة العاشرة: النار في الشتاء
ينبغي للمؤمن أن يحذر في الشتاء وغيره من إبقاء المدافىء بأنواعها مشتعلة حالة النوم لما في ذلك من خطر الاحتراق، أو الاختناق. جاء في البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فاطفئوها عنكم } وفي رواية: { لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون } والسلامة في اتباع النبي عليه السلاة والسلام .
الوقفة الحادية عشرة: فرح السلف بالشتاء
قال عمر رضي الله عنه: ( الشتاء غنيمة العابدين ).
وقال ابن مسعود: ( مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام ).
وقال الحسن: ( نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه ). ولذا بكى المجتهدون على التفريط - إن فرطوا - في ليالي الشتاء بعدم القيام، وفي نهاره بعدم الصيام.
ورحم الله معضداً حيث قال: ( لولا ثلاث: ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله ما بالبيت أن أكون يعسوباً ).
هذا خبر من قبلنا، أما خبر أهل زماننا فنسأل الله أن يصلح الأحوال؛ تضييع للفرائض والواجبات، واجتراء على حدود رب الأرض والسموات، وسهرٍ على ما يغضب الله، ويظلم القلب، ويطفىء نور الإيمان.
فــــيا إخوتي :
جدّوا في طلب مرضاة الرحمن في ليال الشتاء الطوال وفي غيرها.. وأكثروا من صيام نهاره. فقد قال صلى الله عليه وسلم : { الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة } إي وربي إنها لغنيمة فأين المشمرون المخلصون؟!
....... اننا الآن ممن يعيش فصل الشتاء ونحسه ونستشعره
ولذا لنا مع هذا الفصل وقفات لعلَّ الله عز وجل
يفتح لها القلوب:
الوقفة الأولى: تأمل وتفكر
إن أحسن ما أتفقت فيه الأنفاس ....التفكر في آيات الله وعجائب صنعه، والانتقال منها إلى تعلق القلب والهمّة به دون شيء من مخلوقاته.
وكم لله من آياته في كل ما يقع الحس عليه، ويبصره العباد،
وما لا يبصرونه، تفنى الأعمار دون الإحاطة بها وبجميع تفاصيلها.
لكن تأمل معي هذه الحكمة البالغة في الحر والبرد، وقيام الحيوان والنبات عليهما
. وفكر في دخول أحدهما على الآخر بالتدريج والمهلة حتى يبلغ نهايته.
ولو دخل عليه مفاجأة لأضنَّ ذلك بالأبدان وأهلكها، وبالنبات، كما خرج الرجل من حمام مفرط الحرارة إلى مكان مفرط البرودة، ولولا العناية والحكمة والرحمة والإحسان لما كان ذلك، فهل من متأمل ومتفكر؟!
الوقفة الثانية: آيات الله في الشتاء
1 - الصواعق: قال تعالى: وَيُرسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُم يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ [الرعد:13]. وقد جاء في سبب نزولها أن رجلاً من عظماء الجاهلية جادل
في الله تعالى فقال لرسول الله : ( أيش ربك الذي تدعوني إليه؟
من حديد هو؟ من نحاس هو؟ من فضة هو؟ من ذهب هو؟
فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه وأحرقته ).
2 - الرعد والبرق:
عن ابن عباس قال: اقبلت يهود إلى النبي فقالوا: (يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ماهو؟)
قال: { ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق
بها السحاب حيث شاء الله } قالوا: ( فما هذا الصوت الذي نسمع؟ )
قال: { زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر }
قالوا: ( صدقت ) [السلسلة الصحيحة للألباني:1872].
3 - المطر والبرد:
قال تعالى: أًلَمَ تَرَ أَنَ اللهَ يُزجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَينَهُ ثُمَّ يَجعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنَ يَشَاءُ وَيَصرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرقِهِ يَذهَبُ بِالأَ بصَارِ [النور:43].
الوقفة الثالثة: شكوى
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :
{ اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب. أكل بعضي بعضاً
فجعل لها نفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف
فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها }
[رواه البخاري ومسلم].
فتذكر يا أخي شدة زمهرير جهنم بشدة البرد القارس
في الدنيا، وإن ربط المشاهد الدنيوية بالآخرة
ليزيد المرء إيماناً على إيمانه.
يقول أحد الزهاد: ( ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر ).
الوقفة الرابعة: التوحيد في الشتاء
يكثر في هذه الأيام من بعض المسلمين
نسبة المطر إلى الأنواء ( منازل القمر ) وهذه النسبة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - نسبة إيجاد: أي أنها هي الفاعلة المُنزلة للمطر بنفسها دون الله وهذا شرك أكبر مخرج من الملة الإسلامية.
2 - نسبة سبب: أي أن يجعل هذه الأنواء سبباً
مع اعتقاده أن الله هو الخالق الفاعل، وهذا شرك أصغر؛ لأن كل
من جعل سبباً لم يجعله الله سبباً لا بوحيه ولا بقدره فهو مشرك شركاً أصغر.
3 - نسبة وقت: وهذه جائزة بأن يريد
بقوله: مطرنا بنوء كذا، أي جاءنا المطر في هذا النوع أي في وقته،
لهذا قال العلماء: ( يحرم أن يقول مطرنا بنوء كذا، ويجوز مطرنا في نوء كذا ).
والأفضل من هذا أن يقول العبد كما جاء في الحديث:
{ مطرنا بفضل الله ورحمته }.
الوقفة الخامسة: الشتاء وعمر الإنسان
بإدراكنا هذا الشتاء يكون قد مضى
وانصرم من أعمارنا عاماً كاملاً سيكون شاهداً لنا أو شاهداً علينا.
والمؤمن يقف مع نفسه وقفة صادقة ويقول لها: إنما هي ثلاثة أيام.
قد مضى أمسٌ بما فيه. وغداً أملٌ لعلك لا تدركه. إنك إن كنت من أهل غد
فإن غداً يجيء برزقه. ودون غد يوماً وليلة تخرم فيه أنفاس كثيرة.
لعلك المخترم فيها كفى كل يوم همُّه.
ثم قد حملت على قلبك الضعيف همّ السنين والأزمة، وهمَّ الغلاء والرخص وهمَّ الشتاء قبل أن يجيء الشتاء،
وهمَّ الصيف قبل أن يجيء الصيف فماذا أبقيت من قلبك الضعيف
لآخرته؟
كل يوم ينقص من أجلك وأنت لا تحزن.
مضى الدهر والأيام والذنب حاصل ** وجاء رسول الموت والقلب غافل
نعيمك في الدنيا غرور وحسرة ** وعيشك في الدنيا محال وباطل
الوقفة السادسة: الجسد الواحد
أحدهم يقسم بالله العظيم أن عنده جدّتين لأمه وأبيه
تنامان في لحاف واحد من شدة البرد.
أخوتي في الله
إن هذا الفصل نعيشه ويعيشه معنا أناس يستقبلون قبلتنا،
ويصلون صلاتنا، ويحجون حجنا فلهم حق. إن هذا الفصل وما يمر علينا فيه من الشدائد
هنا وهنا فقط، لابد وأن نستشعر جميعاً أن هناك من هو أحوج بالرأفة
والمساعدة منا، لابد أن نتذكر أولئك الذين لامس بل اخترق بردُ
الزمهرير عظامهم. إن هناك مسلمون لا يحلم بل لا يتصور أحدهم وإن شئت
فقل لا يتوقع في الحسبان أن يصل إليه ثوب قد جعلته أنت
مما فضل من ثيابك وملابسك.
أخوتي في الله
قل لي بربك كم يملك أحدنا من ثوب؟
وكم يُفصِّل أحدنا من ثوب؟ وكم.. وكم.. وكم..؟ خير كثير كثير.
ونِعَمٌ لا تحصى.. ولكن أين العمل؟. إلى الله المشتكى فلا تحقرن صغيرة
إن الجبال من الحصى. فهيا أخي امضِ وتصدق ولو بشيء يسير،
فربما يكون في نظرك حقير وعند ذلك الفقير المحتاج كبير وعظيم.
الوقفة السابعة: من أحكام الطهارة في الشتاء
1- ماء المطر طهور: يرفع الحدث ويزيل الخبث قال تعالى: وَأَنَزَلنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً [الفرقان:48].
2- إسباغ الوضوء في البرد كفارة للذنوب والخطايا: والإسباغ مأمور به شرعاً عند كل وضوء.
3- يكثر في فصل الشتاء والوَحَلُ والطين
فتصاب الثياب به مما قد يُشكِل حكم ذلك على البعض.
فالجواب:
أنه لا يجب غسل ما أصاب الثوب من هذا الطين؛ لأن الأصل فيه الطهارة.
وقد كان جماعة من التابعين يخوضون الماء والطين في المطر
ثم يدخلو المسجد فيُصلون. لكن ينبغي مراعاة المحافظة
على نظافة فُرش المسجد في زماننا هذا.
4- يكثر في الشتاء لبس الناس للجوارب والخفاف ومن رحمة الله بعبادة أن أجاز المسح عليهما إذا لُبسا على طهارة وسترا محل الفرض، للمقيم يوماً وليلة - أي أربعاً وعشرين ساعة - وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن - اي اثنتان وسبعون ساعة - وتبدأ المدة من أول مسح بعد اللبس على الصحيح وإن لم يسبقه حدث بأن يمسح أكثر أعلا الخف فيضع يده على مقدمته ثم يمسح إلى ساقه، ولا يجرى مسح أسفل الخف والجورب وعقبه، ولا يُسن.
ومن لبس جورباً أو خفاً ثم لبس عليه آخر قبل أن يحدث فله مسح أيهما شاء.
وإذا وإذا لبس جورباً أو خُفاً ثم أحدث ثم لبس عليه آخر قبل أن يتوضأ فالحكم للأول.
وإذا لبس خُفاً أو جورباً ثم أحدث ومسحه ثم لبس عليه آخر فله
مسح الثاني على القول الصحيح. ويكون ابتداء المدة من مسح الأول.
وإذا لبس خُفاً على خُف أو جورباً على جورب ومسح الأعلى ثم خلعه
فله المسح بقية المدة حتى تنتهي على الأسفل.
5 - من مخالفات الطهارة في الشتاء:
أ - بعض الناس لا يسبغون الوضوء لشدة البرد بل لا يأتون بالقدر الواجب حتى إن بعضهم يكاد يمسح مسحاً. وهذا لا يجوز ولا ينبغي.
ب - بعض الناس لا يسفرون أكمامهم
عند غسل اليدين فسراً كاملاً - أي يكشفون عن موضع الغسل كشفاً تاماً -
وهذا يؤدي إلا أن يتركوا شيئاً من الذراع بلا غسل، والوضوء
معه غير صحيح.
ج - بعض الناس يُحرَجُون من تسخين الماء للوضوء وليس معهم أدنى دليل شرعي على ذلك.
الوقفة الثامنة: من أحكام الصلاة في الشتاء
1 - الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في وقت إحداهما سنة إذا وجد سببه وهي المشقة في الشتاء، من مطر أو وحلٍ أو ريح شديدة باردة، وهي رخصة من الله عز وجل والله يحب أن تؤتى رخصه. وتفصيل أحكام الجمع مبسوطة في المطولات.
2 - من مخالفات الصلاة في الشتاء:
أ - التلثم:
صحّ عن النبي أن يغطي الرجل فاه. فينبغي للمسلم إذا دخل المسجد أن يحل اللثام عن فمه، ولا بأس أن يغطي فمه أثناء التثاؤب في الصلاة ثم ينزع بعده. بل هو المشروع سواءً أكان باليد أم بشيء آخر.
ب - الصلاة إلى النار:
يكثر في الشتاء وضع المدافئ في المساجد أو في البيوت وتكون أحياناً في قبلة المصلين. وهذا مما نص أهل العلم على كراهته لأن فيه تشبهاً بالمجوس وإن كان المصلي لا يقصد ذلك ولكن سداً لكل طريق يؤدي للشرك ومشابهة المشركين.
3 - الصلاة على الراحلة أو في السيارة:
جائزة خشية الضرر إذا خاف الضرر وإذا خاف خروج وقتها وهي مما لا يجمع مع غيرها في الشتاء.
قال ابن قدامة في المغني: ( وإن تضرر في السجود وخاف من تلوث يديه وثيابه بالطين والبلل فله الصلاة على دابته ويؤمئ بالسجود ).
الوقفة التاسعة: الدعاء في الشتاء
1 - عند رؤية الريح: ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به ).
2 - عند رؤية السحاب: ( اللهم إني أعوذ بك من شرها ).
3 - عند رؤية المطر: ( اللهم صيباً هيئاً ) أو ( اللهم صيباً نافعاً ) أو ( رحمة ) ويستحب للعبد أن يكثر من الدعاء عند نزول المطر لأنه من المواطن التي تطلب إجابة الدعاء عنده، كما في الحديث الذي حسنه الألباني في الصحيح [1469].
4 - إذا كثر المطر وخيف منه الضرر: قال: ( اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظرب وبطون الأودية ومنابت الشجر ).
فائدة: يستحب للمؤمن عند أول المطر أن يكشف عن شيء من بدنه
حتى يصيبه ( لأنه حديث عهد بربه ) هكذا فعل النبي وعلل لـه.
الوقفة العاشرة: النار في الشتاء
ينبغي للمؤمن أن يحذر في الشتاء وغيره من إبقاء المدافىء بأنواعها مشتعلة حالة النوم لما في ذلك من خطر الاحتراق، أو الاختناق. جاء في البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فاطفئوها عنكم } وفي رواية: { لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون } والسلامة في اتباع النبي عليه السلاة والسلام .
الوقفة الحادية عشرة: فرح السلف بالشتاء
قال عمر رضي الله عنه: ( الشتاء غنيمة العابدين ).
وقال ابن مسعود: ( مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام ).
وقال الحسن: ( نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه ). ولذا بكى المجتهدون على التفريط - إن فرطوا - في ليالي الشتاء بعدم القيام، وفي نهاره بعدم الصيام.
ورحم الله معضداً حيث قال: ( لولا ثلاث: ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله ما بالبيت أن أكون يعسوباً ).
هذا خبر من قبلنا، أما خبر أهل زماننا فنسأل الله أن يصلح الأحوال؛ تضييع للفرائض والواجبات، واجتراء على حدود رب الأرض والسموات، وسهرٍ على ما يغضب الله، ويظلم القلب، ويطفىء نور الإيمان.
فــــيا إخوتي :
جدّوا في طلب مرضاة الرحمن في ليال الشتاء الطوال وفي غيرها.. وأكثروا من صيام نهاره. فقد قال صلى الله عليه وسلم : { الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة } إي وربي إنها لغنيمة فأين المشمرون المخلصون؟!
دودو عاصي- الأعضاء
- العضوية السابقة : دودو عبد
الأوسمة : عدد المساهمات : 60
التميز : 0
الدولة : فلسطين
رد: ***وقفات في فصل الشتاء ***
مشكورة أختي دودو عاصي على موضوعك الشامل عن فصل الشتاء
والذي أخبرنا به رسولنا الأكرم بـأنه جنة المؤمن
نهاره قصير للصيام ... وليله طويل للقيام
وللشتاء فوائد كثيرة ، وضرب ذلك مثلا في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الحدود ، حيث قال : " حد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحا " . أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجة وابن حبان
أيضا نزول المطر في موعده وتأخره عائد لذنوب أهل الأرض ، فقد حبس المطر 40 عاما في عهد سيدنا موسى عليه السلام بسبب عاص واحد ، فكم من العصاة في أيامنا الحالية
ولولا رحمة الله بالدواب لما سقينا المطر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " ولولا البهائم لم تمطروا " . رواه ابن ماجة
أي أصبحنا ننتظر حمة الله بالدواب لنلتمس برحمتهم هذا الفضل
جزيت مرة أختى كل الخير على موضوعك الهام
والذي أخبرنا به رسولنا الأكرم بـأنه جنة المؤمن
نهاره قصير للصيام ... وليله طويل للقيام
وللشتاء فوائد كثيرة ، وضرب ذلك مثلا في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الحدود ، حيث قال : " حد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحا " . أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجة وابن حبان
أيضا نزول المطر في موعده وتأخره عائد لذنوب أهل الأرض ، فقد حبس المطر 40 عاما في عهد سيدنا موسى عليه السلام بسبب عاص واحد ، فكم من العصاة في أيامنا الحالية
ولولا رحمة الله بالدواب لما سقينا المطر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " ولولا البهائم لم تمطروا " . رواه ابن ماجة
أي أصبحنا ننتظر حمة الله بالدواب لنلتمس برحمتهم هذا الفضل
جزيت مرة أختى كل الخير على موضوعك الهام
رد: ***وقفات في فصل الشتاء ***
أشكرك أختي دودو عاصي كل الشكر على موضوعك
فنحن في فصل الشتاء ننتظر هذا الشهر على أحر من الجمر ليدر الزرع وننعش بالخير والبركة
سلمت يمناك
فنحن في فصل الشتاء ننتظر هذا الشهر على أحر من الجمر ليدر الزرع وننعش بالخير والبركة
سلمت يمناك
الرأي السديد- الأعضاء
- حالة العضو : مشرف الملتقى الديني والدعوي سابقا
عدد المساهمات : 544
التميز : 54
الدولة : فلسطين
رد: ***وقفات في فصل الشتاء ***
بارك الله فيك اختي الغاليه موضوع جميل ودقيق وشامل لأمور حياتنا
هبةامل- الإشـراف
- العضوية السابقة : هبةالله
الأوسمة : عدد المساهمات : 710
التميز : 17
الدولة : في قلوب احبتي - فلسطين -
العمل/الترفيه : معلمة
الهواية : سماع وكتابة القصص والشعر
رد: ***وقفات في فصل الشتاء ***
بارك الله فيك وجعل مواضيعك هذه في ميزان حسناتك ليوم الدين
وسبحان الله كلمة الشتاء في هذا الموضوع جعلك تتطرقين لمواضيع شتى واحكام دينيه ومسائل فقهيه مفيده فأشكركيعلى هذا الموضوع المتنوع والمنظم
وسبحان الله كلمة الشتاء في هذا الموضوع جعلك تتطرقين لمواضيع شتى واحكام دينيه ومسائل فقهيه مفيده فأشكركيعلى هذا الموضوع المتنوع والمنظم
ام البراء- الإشــراف
- العضوية السابقة : ام الحارث
حالة العضو : مشرفة الملتقى الإسلامي سابقا
الأوسمة : عدد المساهمات : 1205
التميز : 43
الدولة : غريبة بالدنيا!!
العمل/الترفيه : ابحث عن رضى الله مااستطعت
الهواية : .....!!
رد: ***وقفات في فصل الشتاء ***
بآركَ الله فيكِ أختي الكريمة على ما قدمتِ..
فصل الشتآء أجمل الفصول..
ونعمهُ كثيرةٌ علينآ..
الله يسعدك يا رب
ويوفقك لكل خير اختي الطيبة
كوني بخير
فصل الشتآء أجمل الفصول..
ونعمهُ كثيرةٌ علينآ..
الله يسعدك يا رب
ويوفقك لكل خير اختي الطيبة
كوني بخير
أثير الصمت- الأعضاء
- عدد المساهمات : 36
التميز : 0
الدولة : فلسطين
lover love- الأعضاء
- عدد المساهمات : 87
التميز : 0
الدولة : jOrdan
العمل/الترفيه : rOcK BanD
الهواية : make friends
رد: ***وقفات في فصل الشتاء ***
مشكوووووووووووووووووووووووووووووورررررررررررررررررررررررررررررر
عبد عبد- الأعضاء
- عدد المساهمات : 57
التميز : 0
الدولة : فلسطين
رد: ***وقفات في فصل الشتاء ***
مشكورة أختي دودو عاصي على الموضوع
saad hamdan- الأعضاء
- حالة العضو : مشرف ملتقى البطاقات الدينية والدعوية سابقا ... مشرف ملتقى الإعجاز العلمي سابقا ... مشرف ملتقى الصور والتصاميم الفنية سابقا
الأوسمة :
عدد المساهمات : 1390
التميز : 8
الدولة : الأردن
رد: ***وقفات في فصل الشتاء ***
مشكوووووووووووورة أختي دودوعاصي على الموضوع الرائع
ali hamdan- الأعضاء
- حالة العضو : مشرف ملتقى الصور والتصاميم الفنية سابقا
الأوسمة : عدد المساهمات : 822
التميز : 3
الدولة : الأردن
العمل/الترفيه : طالب جامعي
الهواية : النشيد الهادف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى