فضل العلم 3

اداب قسم يتعلق بالدارس (طالب العلم نفسه)

يجب عليه ان يعلم بأنه في هذا الموطن تتعتبر اعظم العبادة ,وهي عبادة المرء في نفسه لاصلاح نيتة وان تكون خالصة لوجه الله تعالى , ولا يقصد في طلبه هذا الا وجه الله تعالى ( وما امروا الا يعبدوا الله مخلصين له الدين )واخلاص الدين وحسن العبادة يكون بحسن العمل الذي يعرفك بالله ويقربك منه ويعينك على طاعته ويزيد من وابل الحسنات لديك ويكون ذالك باي نوع من العلم تطلبه .
فاعلم ان من يأتي لمجالس العلم مثلا وهو مستحضر النية فأنه سيؤجر بأذن الله.

2 ملازمة الخشية : فالخشية هي زائدةعن العلم بل هي امر يسعى الدارس ملازمته والحصول عليه. فقد يكون الانسان قليل العلم لكنه يكون خاشعا مخبتا منيبا فيفتح الله عزوجل عليه فقد قال في ذالك الامام احمد _رحمه الله تعالى_ عن رجل من الناس اسمه (معروف الكرخي ) مادحا له (وهل يراد من العلم الا مثل الذي الذي عند معروف انما العلم الخشية).
3 مداومة المراقبة لله تعالى : فينبغي مع الخشية ادامة المراقبة لله عزوجل في السر , فهو القائل سبحانه : (يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور)
فأنه ان طلب علما واظب على تحصيله ولم يطلبه لذاته ولا لمدح انما يقصد به تربيته لنفسه وروحه وقربة له من الله .

4 التواضع وخفض الجناح : فلا ينبغي لك أخي الباحث عن الحقيقة في اي علم ترتضي به وجه الله تعالى ان تكون متحاسدا , متشاحنا متطاولا مع الاخرين من اقرانك في سنك او حتى فيمن تفوقوا عليك في مسائل اخرى ... بل دع الكبرياء جانبا والزم التواضع فانه من الاداب التي ينبغي لطالب العلم التحلي بها فأن في ذالك شكرا لنعم الله عليه.

5 القناعة والزهد : كما قيل لنا وتعلمناه منذ الصغر (القناعة كنز لا يفنى)فمن تعلق بالدنيا واطماعها يوشك الا يحصل من العلم شيءالكثير لانه اختل في نيته وهدفه في الحياة ومال الى رغبات النفس وشهواتها من زينة الدنيا ومن لم يزهد فيها فسوف يختلط
عليه الامر ولن يستطيع حينها ان يدافع هواه فسيقدمه على هدفه ولن ينال بذالك العلم الكثير.

6 التحلي بالأدب والوقار : ان التحلي بادب العلم ووقاره من سمات طالبه الذي يتميز عن عوام الناس الذين لا ادب لهم ولا ذوق فينبغي ان يكون جميلا وحسن المظهر في قوله وفعله ويتجنب كل مواطن الامتهان واللعب , ورفع الصوت, والقهقه على غير المعتاد, وليس المقصود من هذا ان يكون صارما معبسا انما يألف و يؤلف فهكذا كان هديه عليه الصلاة والسلام .

7 الابتعاد عن كل ما يشين بالأدب والخلق : فيجب عليه ان يبتعد عن مجالس اللغو وعن كل ما يشين ويخل في أدبه وخلقه , فأحيانا كثيرا يقع ما يقع في مجالس طلبة العلم مثلا من انتقاص لاهل العلم وفضل العلماء فينبغي عليه ان لا يكون خائضا معهم بل يناقش معهم المسائل بطريقة علمية ليتقصى الصواب ويقنع الآخرين برأيه بأسلوب اديب شيق بعيدا عن اهانة الأخرين .

8 النظر والتأمل : فيجب ان لا يكون صاحب عجلة لان بعض طلب العلم حينما ترد عليه اي مسألة تجده يبادرك مباشرة بالجواب وهو غير متيقن وربما يندم بعدها, فأنما ينبغي عليه ان يتأنى وان لايخجل من قول لا ادري اذكان حقا لا يعلم بها خيرا له من الوقوع بالخطا وهذا ليس عيبا او انتقاصا من قدره.
فقد جاء رجل الى الامام مالك –رحمه الله- يسأله عن مسألة , فأطرق قليلا ثم قال : لا ادري .
فقال له الرجل : ياامام , هذه مسألة خفيفة ! فانتهره وقال له : ليس في العلم شيء خفيف .

فالذي لا يزال في اول طلبه للعلم ,يجب عليه وجوبا ان يتأمل وينظر ولا يسارع في الفتوى وأقصد بذالك خاصة (العلم الشرعي).

وسامحوني على الاطالة لكنني احببت ان اخلص معكم في جمع بعض شتات هذا الموضوع وجزيتم كل خير . الى ان التقي معكم مجددا ببند اخر مستكملا فيه عن فضل العلم و فحياكم الباري سبحانه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .