مفتاح الرقي والتقدم

مدخل::


قال تعالى ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ العلق1
أحبتي في الله أعلموا أن أول ما نزل على الحبيب صلى الله عليه وسلم في الغار﴿ اقْرَأْ ﴾
وهذا الأمر الرباني العظيم لم يكن إلا لأهمية القراءة .و مما يدعوللتفكير أن تكون الكلمة العظيمة التي بدأ بها الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم هي: ﴿ اقْرَأْ ﴾ .كان من الممكن أن يبدأ الوحي بأي كلمة أخرى غيرها. ومع أن النبيصلى الله عليه وسلم أميّ لا يقرأ، إلا أن هذه الكلمة تُوجه له!! إذن فقد بدأ الوحيخطابه لخاتم الرسل بأمر صريح مباشر، مختصر في كلمة واحدة تحمل منهج حياة أمةالإسلام ﴿ اقْرَأْ ﴾,وهذه دعوة للعلم والانطلاقة نحو التقدم البناء..




من الأمراض التي تفشت في المجتمع العربي مرض هجر القراءة والبعد عنها والضجر لمجرد النظر في كتاب للحظات،.مع أنهم لا يملون من الساعات الطوال أمام الكمبيوتر أوالتلفاز لمشاهدة أفلام الرومانسية والرعب والكرتون وغيرها!
فرغم تعدد وسائل المعرفة وسهولتها اليوم إلا أن القراءة أهم تلك الوسائل للحصول على الثقافة ، فالقارئ هو الذي يختار ويبحث عن المادة، التيتشبع حاجاته ،والقراءة تتيح للقارئ الحرية الكاملة لتصور المعنى وفهمه فهو الذي يختار المادة والوقت المناسب للقراءة مما يساعده على حسن التصور والاستيعاب لما يقرؤه ، فهي تنمي فيه الفهم الواضح وحرية التفكير, وهي غذاء للعقل فكريا وثقافيا لأجل شخصية متزنة والتمرس على القراءة يساعد على بناء جيل واع ومثقف وينمي المدارك ، ويوسع أفق التفكيرعلى عكس حديث الإذاعة أو التلفزيون أو الأفلام وغيرها . فلا يخفى على أحد أن الاعتماد على هذه الوسائل لا ينمي ثقافة ولا يزيد من وعي ، إلا بعض البرامج الهادفة ونسبتها ضئيلة جداً مقارنة بالبرامج الأخرى . إذاً تبقى القراءة هي أهم سبيل نحو الثقافة



كل ما يحدث بالأمة اليوم هو بسبب بعدها عن الله وبسبب معاصيها التي تتزايد يوميا وتتنوع, نحن كنا في الأفق وهم كانوا في الحضيض واليوم نحن في الحضيض وهم في الأفق!
كان الملوك الأروبيون يعالجون في بغداد واليوم الملوك المسلمون يعالجون عندهم..
المشاكل تقع بسبب عدم وجود أساس وأساسنا مهدم وهو العقيدة, شغلنا الشاغل الأكل, الشرب, الهاتف, السيارة, الزوجة, البيت, والعمل فقط!
مجالس الرجال الايجارات والشقق ومجالس الشباب الهواتف والسيارات والفتيات ..ومجالس النساء الغيبة والموضة والهاتف والطبخة ..
كيف نرقى ؟ كيف نتطور ؟


أحبتي فـلو قارنا مجتمعنا العربي بالمجتمع الغربي لوجدنا ان نسبة القراءة لدينا لا تتجاوز 2 بالمائة وهي نسبة ضئيلةجدا





فيا ترى ماهي معوقات القراءة أو الاسباب الكامنة وراء ضعف القراءة في المجتمعالعربي؟ وكيف تعلل هذه الظاهرة من وجهة نظرك؟وماهي افضل الحلول للنهوض بها في مجتمعاتنا؟


1- عدم إدراكنا لأهمية القراءة, فعندما تجهل فوائد شيء ما فلن تهتم به و لن تفكر فيه، فنحن نجهل أهمية الكثير من الأمور التي عرفها غيرنا و لم نعرفها ، جهلنا بأهمية التعليم و جهلنا بأهمية الإعلام و جهلنا بأهمية الرياضة و الزراعة و التجارة و الصناعة و كثير من الأساسيات عند غيرنا و الثانويات عندنا مع الأسف


2- الكسل و دنو الهمة : فقراءة كتاب ما تستوجب تركيزا كاملا و تفرغا من روتين الحياة و نفوسنا مع الأسف اعتادت الكسل و فترت همتها ففي الماضي كان العلماء يسافرون بحثا عن كتاب سمعوا به بينما نحن نستطيع عبر الإنترنت مثلا أن نتصفح عدة كتب بسهولة و يسر و ربما هذه السهولة جعلتنا كسالى نبحث عن الوجبات السريعة الجاهزة حتى لعقولنا


3- وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و برغم أهميتها التي لا شك فيها لكنها بمجملها لا تقدم الفكر المتكامل مطلقا و لا تغني عن الكتب أبدا ، فمعظم البرامج التي نشاهدها إما تجارية الهدف و المضمون و هدفها جذب المشاهد فقط لا غير دون الاهتمام بنوعية المادة التي تقدمها للمشاهد ، أو ترفيهية هدفها التسلية و الإمتاع فقط لا غير أو مشبوهة هدفها تغيير القيم و المفاهيم و تشويه صورة المجتمع العربي و إظهار الغرب بمظهر البطل و المتطور و المنفتح و هذا يشكل خطرا كبيرا على شباب الأمة


4- الصحف و المجلات و الكتيبات الصغيرة المختصرة التي عودت الناس على الثقافة المعلبة السريعة و جعلت قراءة الكتب أمرا صعبا و مملا و متعبا في نظر الكثيرين و لو سألت أي شاب عن آخر كتاب قرأه فتأكد أنه سيعطيك اسم أحد هذه الكتيبات المختصرة ليس أكثر


5- عدم الإهتمام بتنظيم الوقت, فتنظيم الوقت يتيح المجال للمطالعة لكن معظمنا لا نسير وفق برنامج محدد و لا ننظم وقتنا و نضيع الكثير من الوقت بلا هدف أو فائدة و حتى أوقات الفراغ نضيعها في اللعب و متابعة التلفاز و النوم


6- المعوقات المادية فالكثيرون لا يملكون ما يكفي لشراء الكتب و لو كانت رخيصة الثمن فالسعي وراء لقمة العيش يأخذ كل تفكيرهم ووقتهم و بالكاد يتمكنون من تأمين أساسيات الحياة و الأسرة


7- المناهج التعليمية غير الموضوعية و التي تكثف المعلومات و تعتمد على العلم النظري و الحفظ الصم دون اهتمام و لا حب للكتاب مما يجعل الكثيرين يكرهون الكتب بسبب معاناتهم منها أيام الدراسة و الجدير ذكره أنه في الغرب هناك فترة مخصصة للمطالعة من خارج المنهاج كل فترة و يطالب كل تلميذ بتقديم ملخص واف عن كتاب قرأه مؤخرا و هذا يحفز الذهن على الاستمرار في المطالعة لتصبح عادة يومية تبدأ منذ الصغر و تخصص حوافز تشجيعية و منح و مكافآت لكل من يقرأ كتاباً


8- غياب القدوة : ففي الماضي كان هناك عظماء و قراء يقتدى بهم أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية و شيخ الإسلام ابن القيم و ابن الجوزي الذي لم يكن يطيق أن يرى كتاباً لم يقرأه من قبل و كان الجاحظ إذا وقعت عينه على كتاب قرأه من بدايته لنهايته


أما اليوم فقد اختلفت القدوات و صار الشباب يقتدون بالفانين في الغناء و لاعبي كرة القدم و لا يعرفون عن تاريخ و علماء أمتهم شيئا






مخرج::
القراءة مفتاح المعرفة وطريق الرقي ؛
وما من أمة تقرأ إلا ملكت زمام القيادة وكانت في موضع الريادة..
لذلك أحبتي يجب أن نتعهد كتآب الله بالقرآءة أولاً
ثم نثقف أنفسنآ بكتب أخرى شرط أن لا نهجر القرآن الكريم
أول ما نقرأ، وأعظم ما نقرأ، وأهم كلمات نقرؤها هي كلمات القرآن الكريم!!
وإذا أردنا اليوم اللحاق بالركب فعلينا البدء كما بدأ أسلافنا العظام بالقراءة والتدبر فيما يقرأون!!
فلنغوص في أعماق السطور ونتقلب بين أغصان الكتب
لنقرأ حتى نعيد أمة اقرأ إلى القراءة ...