رمضان وصناعة الذات
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رمضان وصناعة الذات
رمضان ... وصناعة الذات
في الصحيحين عن الربيع بنت معوّذ رضي الله عنها أنها قالت - عن يوم عاشوراء - : كنّا نصومه ونصوّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار .
وعند ابن خزيمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر برضعائه في عاشوراء ورضعاء فاطمة فيتفل في أفواههم ويأمر أمهاتهم أن لا يرضعن إلى الليل .
من خلال هذين النصّين نتلمّس عظم هذه الشريعة ( الصوم ) وأثرها في صناعة الذات وتقوية الإرادة عند المرء - سيما الأطفال - . والفرد المسلم حين ينشأ متعوّداً على التحكّم في رغباته فإن ذلك يعني أساس صناعة الذات . بعكس الذي ينشأ وهو لا يستطيع التحكّم في رغبات نفسه وهواها فتتخبّط به هنا وهناك .
نتعلّم من هذا :
- أن تمام الشفقة على الأبناء لا يعني - بالضرورة - تلبية رغباتهم كلما بكوا أو صرخوا .
هناك محطّات في الحياة تستحق منّا أن نكون أكثر رفقاً بهم بحسن تنشئتهم وغرس المعاني الجميلة في نفوسهم .
- تعويد الأبناء على الاستقامة وتعظيم شعائر الله منذ الصّغر ، يربّي فيهم حب الاستقامة والرغبة فيها سيما لو تربوا عليها بطريقة التحبيب لا بطريقة الفرض والتأديب .
- ينبغي أن نتجاوز في تربيتنا لأبنائنا على المعاني الجميلة أن نتجاوز لغة الفرض والسلطة والقوة إلى لغة المداراة وتحبيب العبادة لهم بكل وسيلة مباحة ممكنة .
يخطئ بعض الآباء حين يريدون تعويد أبنائهم على القيم السامية حين يستخدمون معهم لغة الضرب والتعنيف والقسوة والإكراه .
فترتبط هذه القيمة في حسّ الطفل بالإكراه والعنت والمشقة . فيكبر وينمو هذا الشعور والارتباط معه ، فلربما ترك تلك القيم في مرحلة من عمره هو أكد ما ينبغي أن يكون عليها كمرحلة البلوغ والتكليف .
من الأفكار في تعويد الأبناء على الصيام في رمضان :
1- عدم عزلهم تماماً عن الأسرة إذا اجتمعت على مائدة الإفطار .
فبعض الآباء حين يجتمع مع أبنائه على مائدة الإفطار فإنه يطلب ممن لم يصم أن لا يجلس معهم على المائدة - بحسن نيّة أو غير ذلك - ، وفي هذا العزل عدم استغلال للحدث في تعويد الطفل على رؤية هذا المشهد المهيب وهم ينتظرون لحظة الأذان ليفطروا ، بل إن بعض الأطفال ربما يقلّد أباه أو أمه فلا يطعم التمرة ولا الماء وهو على المائدة حتى يسمع الأذان .
2- مشاركة الأبناء في طعام السّحور .
فإن في طعام السّحور ( بركة ) كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " تسحّروا فإن في السّحور بركة " ولعل من بركة السّحور أن يكون فيها دماً معنويّاً وحسيّاً للطفل أن يتمّ الصوم .
3- تعويد الأطفال على الإمساك من وسط النهار . فإن ذلك أدعى وأقرب إلى أن يصبر الطفل عن الطعام والشراب حتى الغروب .
4- عمل منافسة بين أبناء العائلة الواحدة .. من يصوم أكثر الأيام يكون له من ( العيديّة ) يوم العيد على عدد أيام صيامه .
هذا النوع من التحفيز والمكافأة - سيما مع الأطفال - له أثره ، ولربما أحجم بعض المربين عن مثل هذا النوع من التحفيز تنزّها عن أن يربط العبادة بمقابل ماديّ .
والحقيقة أن الطفل في طفولته ينبغي أن يغذّى عنده جانب الإيمان بالغيب ، وفي نفس الوقت لا يُغفل جانب المكافأة والتحفيز المادّي لأن المحفّز المادّي عند الطفل أقوى من المحفّز الموعود .
5- عمل لوحة ( تشريف ) في البيت يسجّل فيها اسم الابن أو البنت الذي يتم صوم يوم كامل . كل يوم بيومه .
6- التقليل من فرص اللعب عند الطفل ، خاصة الألعاب التي تتطلب الحركة والجري كلعب الكرة أو نحو ذلك . لأن الإفراط في اللعب يجعله يحتاج إلى شرب الماء .
7- تعويدهم على المشاركة في صناعة الطعام سواء للصائمين داخل البيت أو خارجه وتحفيزهم بالأجر الأخروي .
هذا والمقصود هو أن يدرك الأبوان أهمية الاهتمام بهذه العبادة واستثمار هذا الشهر في تعويد الأبناء على صناعة ذواتهم بطريقة يتحكّمون فيها برغباتهم وأهواءهم قدر المستطاع . والصوم من أفضل وأعظم الأعمال التي تصقل ( إرادة ) النفس وتهذّبها .
ربنا تقبل منّا إنك أنت السميع العليم
في الصحيحين عن الربيع بنت معوّذ رضي الله عنها أنها قالت - عن يوم عاشوراء - : كنّا نصومه ونصوّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار .
وعند ابن خزيمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر برضعائه في عاشوراء ورضعاء فاطمة فيتفل في أفواههم ويأمر أمهاتهم أن لا يرضعن إلى الليل .
من خلال هذين النصّين نتلمّس عظم هذه الشريعة ( الصوم ) وأثرها في صناعة الذات وتقوية الإرادة عند المرء - سيما الأطفال - . والفرد المسلم حين ينشأ متعوّداً على التحكّم في رغباته فإن ذلك يعني أساس صناعة الذات . بعكس الذي ينشأ وهو لا يستطيع التحكّم في رغبات نفسه وهواها فتتخبّط به هنا وهناك .
نتعلّم من هذا :
- أن تمام الشفقة على الأبناء لا يعني - بالضرورة - تلبية رغباتهم كلما بكوا أو صرخوا .
هناك محطّات في الحياة تستحق منّا أن نكون أكثر رفقاً بهم بحسن تنشئتهم وغرس المعاني الجميلة في نفوسهم .
- تعويد الأبناء على الاستقامة وتعظيم شعائر الله منذ الصّغر ، يربّي فيهم حب الاستقامة والرغبة فيها سيما لو تربوا عليها بطريقة التحبيب لا بطريقة الفرض والتأديب .
- ينبغي أن نتجاوز في تربيتنا لأبنائنا على المعاني الجميلة أن نتجاوز لغة الفرض والسلطة والقوة إلى لغة المداراة وتحبيب العبادة لهم بكل وسيلة مباحة ممكنة .
يخطئ بعض الآباء حين يريدون تعويد أبنائهم على القيم السامية حين يستخدمون معهم لغة الضرب والتعنيف والقسوة والإكراه .
فترتبط هذه القيمة في حسّ الطفل بالإكراه والعنت والمشقة . فيكبر وينمو هذا الشعور والارتباط معه ، فلربما ترك تلك القيم في مرحلة من عمره هو أكد ما ينبغي أن يكون عليها كمرحلة البلوغ والتكليف .
من الأفكار في تعويد الأبناء على الصيام في رمضان :
1- عدم عزلهم تماماً عن الأسرة إذا اجتمعت على مائدة الإفطار .
فبعض الآباء حين يجتمع مع أبنائه على مائدة الإفطار فإنه يطلب ممن لم يصم أن لا يجلس معهم على المائدة - بحسن نيّة أو غير ذلك - ، وفي هذا العزل عدم استغلال للحدث في تعويد الطفل على رؤية هذا المشهد المهيب وهم ينتظرون لحظة الأذان ليفطروا ، بل إن بعض الأطفال ربما يقلّد أباه أو أمه فلا يطعم التمرة ولا الماء وهو على المائدة حتى يسمع الأذان .
2- مشاركة الأبناء في طعام السّحور .
فإن في طعام السّحور ( بركة ) كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " تسحّروا فإن في السّحور بركة " ولعل من بركة السّحور أن يكون فيها دماً معنويّاً وحسيّاً للطفل أن يتمّ الصوم .
3- تعويد الأطفال على الإمساك من وسط النهار . فإن ذلك أدعى وأقرب إلى أن يصبر الطفل عن الطعام والشراب حتى الغروب .
4- عمل منافسة بين أبناء العائلة الواحدة .. من يصوم أكثر الأيام يكون له من ( العيديّة ) يوم العيد على عدد أيام صيامه .
هذا النوع من التحفيز والمكافأة - سيما مع الأطفال - له أثره ، ولربما أحجم بعض المربين عن مثل هذا النوع من التحفيز تنزّها عن أن يربط العبادة بمقابل ماديّ .
والحقيقة أن الطفل في طفولته ينبغي أن يغذّى عنده جانب الإيمان بالغيب ، وفي نفس الوقت لا يُغفل جانب المكافأة والتحفيز المادّي لأن المحفّز المادّي عند الطفل أقوى من المحفّز الموعود .
5- عمل لوحة ( تشريف ) في البيت يسجّل فيها اسم الابن أو البنت الذي يتم صوم يوم كامل . كل يوم بيومه .
6- التقليل من فرص اللعب عند الطفل ، خاصة الألعاب التي تتطلب الحركة والجري كلعب الكرة أو نحو ذلك . لأن الإفراط في اللعب يجعله يحتاج إلى شرب الماء .
7- تعويدهم على المشاركة في صناعة الطعام سواء للصائمين داخل البيت أو خارجه وتحفيزهم بالأجر الأخروي .
هذا والمقصود هو أن يدرك الأبوان أهمية الاهتمام بهذه العبادة واستثمار هذا الشهر في تعويد الأبناء على صناعة ذواتهم بطريقة يتحكّمون فيها برغباتهم وأهواءهم قدر المستطاع . والصوم من أفضل وأعظم الأعمال التي تصقل ( إرادة ) النفس وتهذّبها .
ربنا تقبل منّا إنك أنت السميع العليم
هبةامل- الإشـراف
- العضوية السابقة : هبةالله
الأوسمة : عدد المساهمات : 710
التميز : 17
الدولة : في قلوب احبتي - فلسطين -
العمل/الترفيه : معلمة
الهواية : سماع وكتابة القصص والشعر
رد: رمضان وصناعة الذات
برنامج جيد
والأطفال يفضلون مثل هذا النوع من البرامج وكأنهم في أعياد يومية
ويكون بذلك قد أحبو رمضان وأحبو صيامه
بوركت
والأطفال يفضلون مثل هذا النوع من البرامج وكأنهم في أعياد يومية
ويكون بذلك قد أحبو رمضان وأحبو صيامه
بوركت
رد: رمضان وصناعة الذات
سلمت يدي من خط هذا الموضوع الرائع
جزاكي الله كل خير وجعلكي مع الصالحين
مع خآآآآآآآآلص نفسي الطيبة لكي
جزاكي الله كل خير وجعلكي مع الصالحين
مع خآآآآآآآآلص نفسي الطيبة لكي
نورة- الأعضاء
- عدد المساهمات : 24
التميز : 0
رد: رمضان وصناعة الذات
الله يبارك فيكم لمشاركتكم الطيبة معي وجزيتم خيرا للمرور الطيب
هبةامل- الإشـراف
- العضوية السابقة : هبةالله
الأوسمة : عدد المساهمات : 710
التميز : 17
الدولة : في قلوب احبتي - فلسطين -
العمل/الترفيه : معلمة
الهواية : سماع وكتابة القصص والشعر
مواضيع مماثلة
» سيارة الأٌجرة ..خطوات في تطوير الذات
» قُرُبات ... قبل رمضان
» حدث في مثل هذا اليوم - في رمضان
» كيف تقع المعاصي في رمضان ؟؟؟
» الثبات بعد رمضان
» قُرُبات ... قبل رمضان
» حدث في مثل هذا اليوم - في رمضان
» كيف تقع المعاصي في رمضان ؟؟؟
» الثبات بعد رمضان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى