ما عهدتك ناسيا وداعي
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ما عهدتك ناسيا وداعي
كان لابد من هذه الكلمات التي أبت إلا أن تخرج وتعبر عما كنت أتصوره في مخيلتي وفي باطني مما آلت عليه نوائب الدهر ، كم كان قاس معي في طياته التي كنت أجهلها ؟ بل التي لم أتوقعها ، حتى أبدأ بترجمتها وتحريرها من أفعال إلى أقوال وكلمات ! حار تفكيري وأجهد عقلي .
رأيت الطيور في الصباح الباكر وهي تغدوا فرحة تبحث عن رزقها وقوت يومها ، كم هي سعيدة وهي تطعم صغارها ، لاشيء يمنهعا ولا تفكير يعكر صفوها ، فهي دائمة الترحال بحثا عن الطعام . فهكذا حالها ، هدفها قوت يومها ؛ فلا أعلم هل أنتقي الفكرة من هذه الطيور ؟ أم أنتقي الهدف ؟ أم ماذا أصنع بنفسي لأحيك لها ثوبا جديدا ً يحمل كل ألوان هذه الطيور ؟
نعم هي الأيام التي لا تكاد أن تمضي وتمحى من ذاكرتي ، تعود كالبرق الذي يخطف الأبصار من شدته ، تنادي تخاطبني في سمائها عن قطرات المياه التي تساقطت وجفت في منابعها تطلب المزيد علها تشفي غليل ظامئها . فهيهات أن تستجيب هذه الأمطار ، لكنها تضع الأمل في النفوس أن تنتظرهم من جديد وهم يستبشرون بخير دفين قد ينطوي ولا يعود .
هذه الأيام التي أعيت القلب في التفكير كيف مضت ؟ كيف انتهت ؟ هل ستشرق الشمس من جديد لتزرع الحياة في نفوس أصحابها ؟ أم ستغيبها الغيوم التي تحمل الرحمة في ثناياها وتحطها عن الأنظار ؟
نعم ، لن تعود هذه الأيام التي جهلناها وما خبأته لنا في طياتها ، إلا أنني أتذكر وأرى في مخيلتي دائما تلك الشاشة الكبيرة التي تعرض على قلبي لترسخ هذه المشاهد في قاموسي الذي أنهشه الغبار وتردى ، في قاموسي الذي تركته وتنازلت عنه ، ويحه من قاموس تحمل هذا العبء وهو يدون كل صغيرة وكبيرة ، لا بد أن يستريح من هذا العناء الذي تكبده .
فالحياة ماضية في سيرها رغم ما تحويه من شوائب كثر عكرت صفو الوداد لدى البشر ، تنازلت عنه ومضت .
إن المطرقة التي أزعجتني وسرقت النوم والتفكير من قلبي هي نفسها التي أعادت السمع إلى أذني ، فكأن وميض النجم وهو يختفي في الصباح من أشعة الشمس ينبئني ويحذرني من لغز لا أفهم معناه وفحواه ، فالنجوم كثيرة ودلالاتها متنوعة ، فمن أين أبدأ في حل هذه الأحجية التي أرهقتني لكثرتها ، بل وبالغت في الإمعان تنتظر الجواب .
فماذا أصنع لنفسي ؟ هل أسبح في الفضاء مع الطيور لعلها تحمل عني همومي وتحطها في مكان ناءٍ لا أمل بعودتها ؟ أم ألازمها في الفضاء واشكوا لنفسي لعلني أجد من يريحني منها ، أم أرقد هنالك إلى أجل طويل لأواسي نفسي مع النجوم وهي تدور صباح مساء لأبعد عقلي وأريحه قليلا لعلني أسدل الستار عن الماضي وأنساه ؟ فكلما التأم هذا الجرح ودمل عاد من جديد .
فلقد جبلت قلوب البشر على الحب والخير ، على المودة والرحمة ، على العفو والتسامح ، وكلها بدرجات متفاوتة في منظور صاحبها ، فليس كل من نظر إلى الأعلى ينظر إلى السماء ، فالعبرة منها كثيرة شتى ولا نستطيع حصرها .
لذلك ، إنها سويعات تفصلني عن الرحلة التي سأقدم عليها ، فإنني مقبل عليها متحملا عواقبها دون أن أنظر للوراء نظرة خلسة ، فهنالك محطة لابد من التوقف وأحذ العبرة منها ودفع هذه الضريبة التي لا زالت تنتظرني وتؤرق مضجعي ، فإنني على يقين أنني سأتقبلها وكلي ثقة بنفسي لأن هذه الفاتورة صدرت عن أناس لا يفهمون سوى الثمن ، وبما أنني قبلت هذه الصفقة ودخلت في مزادها العلني فلابد من التضحية لها .
إلا أنني سأقف على الأطلال التي سأتركها خلفي ، لعلها تصلح ما عجزت عنه في هذه اللحظات التي لا تنتسى ، بعد أن نقشت على فؤادي في الظلام الحالك لأسير في خطاها تائها في بحرها مهرولا عنها مقدما للمستقبل الخفي ، ناهيك عن الأشواك التي عبأت الشوارع على حواف الطرق في عتبات المستقبل .
فالنفس في حب الهوى لغدية ، والعيب في نهش الورى لطليقة ، والكل في درب الخطى حائر ضرير , والعين في كل الأمور قريرة ، والقلم مهما علا وحار في كتاباته وبالغ في نقديته محاولا استيعاب الخواطر جاهل في عذاباته .
رأيت الطيور في الصباح الباكر وهي تغدوا فرحة تبحث عن رزقها وقوت يومها ، كم هي سعيدة وهي تطعم صغارها ، لاشيء يمنهعا ولا تفكير يعكر صفوها ، فهي دائمة الترحال بحثا عن الطعام . فهكذا حالها ، هدفها قوت يومها ؛ فلا أعلم هل أنتقي الفكرة من هذه الطيور ؟ أم أنتقي الهدف ؟ أم ماذا أصنع بنفسي لأحيك لها ثوبا جديدا ً يحمل كل ألوان هذه الطيور ؟
نعم هي الأيام التي لا تكاد أن تمضي وتمحى من ذاكرتي ، تعود كالبرق الذي يخطف الأبصار من شدته ، تنادي تخاطبني في سمائها عن قطرات المياه التي تساقطت وجفت في منابعها تطلب المزيد علها تشفي غليل ظامئها . فهيهات أن تستجيب هذه الأمطار ، لكنها تضع الأمل في النفوس أن تنتظرهم من جديد وهم يستبشرون بخير دفين قد ينطوي ولا يعود .
هذه الأيام التي أعيت القلب في التفكير كيف مضت ؟ كيف انتهت ؟ هل ستشرق الشمس من جديد لتزرع الحياة في نفوس أصحابها ؟ أم ستغيبها الغيوم التي تحمل الرحمة في ثناياها وتحطها عن الأنظار ؟
نعم ، لن تعود هذه الأيام التي جهلناها وما خبأته لنا في طياتها ، إلا أنني أتذكر وأرى في مخيلتي دائما تلك الشاشة الكبيرة التي تعرض على قلبي لترسخ هذه المشاهد في قاموسي الذي أنهشه الغبار وتردى ، في قاموسي الذي تركته وتنازلت عنه ، ويحه من قاموس تحمل هذا العبء وهو يدون كل صغيرة وكبيرة ، لا بد أن يستريح من هذا العناء الذي تكبده .
فالحياة ماضية في سيرها رغم ما تحويه من شوائب كثر عكرت صفو الوداد لدى البشر ، تنازلت عنه ومضت .
إن المطرقة التي أزعجتني وسرقت النوم والتفكير من قلبي هي نفسها التي أعادت السمع إلى أذني ، فكأن وميض النجم وهو يختفي في الصباح من أشعة الشمس ينبئني ويحذرني من لغز لا أفهم معناه وفحواه ، فالنجوم كثيرة ودلالاتها متنوعة ، فمن أين أبدأ في حل هذه الأحجية التي أرهقتني لكثرتها ، بل وبالغت في الإمعان تنتظر الجواب .
فماذا أصنع لنفسي ؟ هل أسبح في الفضاء مع الطيور لعلها تحمل عني همومي وتحطها في مكان ناءٍ لا أمل بعودتها ؟ أم ألازمها في الفضاء واشكوا لنفسي لعلني أجد من يريحني منها ، أم أرقد هنالك إلى أجل طويل لأواسي نفسي مع النجوم وهي تدور صباح مساء لأبعد عقلي وأريحه قليلا لعلني أسدل الستار عن الماضي وأنساه ؟ فكلما التأم هذا الجرح ودمل عاد من جديد .
فلقد جبلت قلوب البشر على الحب والخير ، على المودة والرحمة ، على العفو والتسامح ، وكلها بدرجات متفاوتة في منظور صاحبها ، فليس كل من نظر إلى الأعلى ينظر إلى السماء ، فالعبرة منها كثيرة شتى ولا نستطيع حصرها .
لذلك ، إنها سويعات تفصلني عن الرحلة التي سأقدم عليها ، فإنني مقبل عليها متحملا عواقبها دون أن أنظر للوراء نظرة خلسة ، فهنالك محطة لابد من التوقف وأحذ العبرة منها ودفع هذه الضريبة التي لا زالت تنتظرني وتؤرق مضجعي ، فإنني على يقين أنني سأتقبلها وكلي ثقة بنفسي لأن هذه الفاتورة صدرت عن أناس لا يفهمون سوى الثمن ، وبما أنني قبلت هذه الصفقة ودخلت في مزادها العلني فلابد من التضحية لها .
إلا أنني سأقف على الأطلال التي سأتركها خلفي ، لعلها تصلح ما عجزت عنه في هذه اللحظات التي لا تنتسى ، بعد أن نقشت على فؤادي في الظلام الحالك لأسير في خطاها تائها في بحرها مهرولا عنها مقدما للمستقبل الخفي ، ناهيك عن الأشواك التي عبأت الشوارع على حواف الطرق في عتبات المستقبل .
فالنفس في حب الهوى لغدية ، والعيب في نهش الورى لطليقة ، والكل في درب الخطى حائر ضرير , والعين في كل الأمور قريرة ، والقلم مهما علا وحار في كتاباته وبالغ في نقديته محاولا استيعاب الخواطر جاهل في عذاباته .
اللهم أهد ِ قومي فإنهم لا يعلمون
واصفح الصفح الجميل
واصفح الصفح الجميل
محمد حبية- كاتب
- الأوسمة : عدد المساهمات : 45
التميز : 6
الدولة : الأردن
العمل/الترفيه : م حاسوب
الهواية : الأدب
رد: ما عهدتك ناسيا وداعي
بارك الله فيك وسلمت يمناك على ما خطت
كلمات جميلة
ننتظر منك المزيد من ابداعاتك أيها الكاتب
كلمات جميلة
ننتظر منك المزيد من ابداعاتك أيها الكاتب
رد: ما عهدتك ناسيا وداعي
اخي ..علها الايام التي مضت والتي حتما ستعود...نعم ستعود مكللة بزهو النصر والطموح,,,
ستعود بارقة مشرقة بالامل... وعلى يقين انها ستحمل معها غطاء الرحمة والعفو والسعادة..
ولن يغيبها ويحجبها الغيوم لحظة واحده! انا معك فيما تقول ولعل هدفك هنا حنينك للوطن
ولمن يعيش فيه فجمعك الباري معهم وقد عفوت عمن تناسى وداعك ,, اقبل مروري هذا وتعليقي على ماكتبت
ستعود بارقة مشرقة بالامل... وعلى يقين انها ستحمل معها غطاء الرحمة والعفو والسعادة..
ولن يغيبها ويحجبها الغيوم لحظة واحده! انا معك فيما تقول ولعل هدفك هنا حنينك للوطن
ولمن يعيش فيه فجمعك الباري معهم وقد عفوت عمن تناسى وداعك ,, اقبل مروري هذا وتعليقي على ماكتبت
هبةامل- الإشـراف
- العضوية السابقة : هبةالله
الأوسمة : عدد المساهمات : 710
التميز : 17
الدولة : في قلوب احبتي - فلسطين -
العمل/الترفيه : معلمة
الهواية : سماع وكتابة القصص والشعر
رد: ما عهدتك ناسيا وداعي
والله كتابات جميلة ومعبرة
ننتظر المزيد
فأنا في شوق لقراءة ذلك
ننتظر المزيد
فأنا في شوق لقراءة ذلك
فلسطين- الأعضاء
- عدد المساهمات : 856
التميز : 73
الدولة : فلسطين
رد: ما عهدتك ناسيا وداعي
شكراأخي HAPPYYAh وأخي فلسطين وأختي هبة اللهعلىهذا المرور الطيب وأعدكم بالمزيد إن شاء الله
محمد حبية- كاتب
- الأوسمة : عدد المساهمات : 45
التميز : 6
الدولة : الأردن
العمل/الترفيه : م حاسوب
الهواية : الأدب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى