علاج القلق والأرق في السنة النبوية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
علاج القلق والأرق في السنة النبوية
بسم الله الرحمن الرحيم...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم وبعد
فإن النوم وراحة البال نعمة من الله، وكثير من الناس لا يعرف قيمتها إلا إذا فقدها، فإذا أصابه الأرق، ودب فيه القلق، عرف معنى تلك النعمة: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم} [الروم: 23].
الله يتوفى الأنفس في هذا المنام، وجعل الليل سكنًا لنا، وعندما تدلهم الخطوب، وتقتحم الكروب، يطير النوم وتزول الراحة، ونرى اليوم مع إطلالة هذه الأزمة على العالم، عبارات الخوف والقلق تتصاعد، المستقبل مظلم وضبابي، فينعكس ذلك على النفوس، فيقول: كيف يكون مستقبلي ومستقبل أولادي، إن هذا الانزعاج والتوتر والترقب والتحفز والتخوف يولد هذا الأرق وفقدان الراحة، وعدم اطمئنان البال، هذه الهواجس التي لا تنقطع وتؤدي فيما تؤدي إليه من أعراض في سرعة نبض وارتفاع ضغط وسكرٍ، حتى أصبح بعضهم صديقًا دائمًا للمشروبات المنبهة والأدوية المسكنة، والإنسان في طبعه الهلع والجزع، وخصوصًا عندما يكون كافرًا، فما الذي يريحه؟!
والأرق الذي فيه اضطراب النوم، وهروبه من الإنسان قد يكون لأمور أحيانًا محمودة، فيأرق الإنسان أو يقلق خشية من واجب أخل به، عَنْ عُقْبَةَ بن الحارث رضي الله عنه قَالَ: "صَلَّيْتُ وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ الْعَصْرَ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ مُسْرِعًا فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا مِنْ سُرْعَتِهِ، فَقَالَ: «ذَكَرْتُ شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ عِنْدَنَا فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ»" [رواه البخاري].
هذا حق الله، وقد يقلق المسلم خشية أن يكون وقع في أمر لا يجوز له
وكذا وقد يصيب الداعية إلى الله من القلق، نتيجة صدود الناس: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ}[الكهف: 6] أي: مهلك نفسك حزنًا عليهم، {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} [فاطر: 8].
وهكذا يسكّن الله تعالى قلوب عباده الصالحين، الذين يقلقون من أجل دينه، ومن أجل عبادته، وأما القلق المذموم، قلق من أجل الدنيا، أرق من معصية، يريدها ويطاردها لتتحقق له، فيخشى أن تفوته.
أرق خشية فوات رزق المولود، حتى أصبحوا يطالبون زوجاتهم بإسقاط الحمل، وبعضهم لما قامت بعض الدراسات والاستبانات عن أسباب القلق، قال المظهر الشخصي، هذا في بداية وطليعة أسباب القلق لديه.
اخوتي قد اطلت عليكم ولكن إن مما يزيل القلق والاضطراب ويبعث على التفاؤل، الإيمان بقضاء الله وقدره، ذلك الركن العظيم، من أركان الإيمان، عندما تتأمل يا مسلم، يا عبد الله، في قول الله: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22].
أنها عند الله مكتوبة قبل أن تخلق، أنها عند الله مسطورة قبل أن توجد، أنها عند الله مثبتة قبل أن تكون في الواقع.
إن قوة القلب وعدم انزعاجه وعدم استرساله جريًا وراء الخيالات والأوهام الفاسدة، إنما يكون بإيمان يملئه، واعتماد على الله وتوكلٍ عليه.
الارتباط بين دعوات المكروب والتوحيد واضح للغاية، قال -عليه الصلاة والسلام-: «اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت».
كلمات التوحيد تزيل الكربات، قال -عليه الصلاة والسلام- لأسماء بنت عميس: «ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب: الله ربي لا أشرك به شيئًا» [رواه أبو داود وهو حديث صحيح].
وما الذي سكن يونس في بطن الحوت في ظلمة البحر وظلمة الحوت: «دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الانبياء: 87]، لم يَدْعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب له» [رواه الترمذي وهو حديث صحيح].
«يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ».
قال تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11]، فأهل الإيمان أهدى الناس قلوبًا، وأثبتهم عند المزعجات والمقلقات.
ولو أصابك أرق ماذا تعمل؟
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ -أي استيقظ من نومه- فَقَالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ» [رواه البخاري].
اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان، والتقوى والإحسان، اجعل نفوسنا عامرة بذكرك، أهدئ ليلنا، وأنم عيننا في طاعتك يا ربنا، اللهم اجعلنا ممن اطمئنوا بذكرك، واستأنسوا بك يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن توسع لنا في أرزاقنا، وأن تسعدنا في دنيانا وآخرتنا، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
مقتبس من خطبة الكاتب : محمد صالح المنجد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم وبعد
فإن النوم وراحة البال نعمة من الله، وكثير من الناس لا يعرف قيمتها إلا إذا فقدها، فإذا أصابه الأرق، ودب فيه القلق، عرف معنى تلك النعمة: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم} [الروم: 23].
الله يتوفى الأنفس في هذا المنام، وجعل الليل سكنًا لنا، وعندما تدلهم الخطوب، وتقتحم الكروب، يطير النوم وتزول الراحة، ونرى اليوم مع إطلالة هذه الأزمة على العالم، عبارات الخوف والقلق تتصاعد، المستقبل مظلم وضبابي، فينعكس ذلك على النفوس، فيقول: كيف يكون مستقبلي ومستقبل أولادي، إن هذا الانزعاج والتوتر والترقب والتحفز والتخوف يولد هذا الأرق وفقدان الراحة، وعدم اطمئنان البال، هذه الهواجس التي لا تنقطع وتؤدي فيما تؤدي إليه من أعراض في سرعة نبض وارتفاع ضغط وسكرٍ، حتى أصبح بعضهم صديقًا دائمًا للمشروبات المنبهة والأدوية المسكنة، والإنسان في طبعه الهلع والجزع، وخصوصًا عندما يكون كافرًا، فما الذي يريحه؟!
والأرق الذي فيه اضطراب النوم، وهروبه من الإنسان قد يكون لأمور أحيانًا محمودة، فيأرق الإنسان أو يقلق خشية من واجب أخل به، عَنْ عُقْبَةَ بن الحارث رضي الله عنه قَالَ: "صَلَّيْتُ وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ الْعَصْرَ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ مُسْرِعًا فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا مِنْ سُرْعَتِهِ، فَقَالَ: «ذَكَرْتُ شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ عِنْدَنَا فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ»" [رواه البخاري].
هذا حق الله، وقد يقلق المسلم خشية أن يكون وقع في أمر لا يجوز له
وكذا وقد يصيب الداعية إلى الله من القلق، نتيجة صدود الناس: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ}[الكهف: 6] أي: مهلك نفسك حزنًا عليهم، {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} [فاطر: 8].
وهكذا يسكّن الله تعالى قلوب عباده الصالحين، الذين يقلقون من أجل دينه، ومن أجل عبادته، وأما القلق المذموم، قلق من أجل الدنيا، أرق من معصية، يريدها ويطاردها لتتحقق له، فيخشى أن تفوته.
أرق خشية فوات رزق المولود، حتى أصبحوا يطالبون زوجاتهم بإسقاط الحمل، وبعضهم لما قامت بعض الدراسات والاستبانات عن أسباب القلق، قال المظهر الشخصي، هذا في بداية وطليعة أسباب القلق لديه.
اخوتي قد اطلت عليكم ولكن إن مما يزيل القلق والاضطراب ويبعث على التفاؤل، الإيمان بقضاء الله وقدره، ذلك الركن العظيم، من أركان الإيمان، عندما تتأمل يا مسلم، يا عبد الله، في قول الله: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22].
أنها عند الله مكتوبة قبل أن تخلق، أنها عند الله مسطورة قبل أن توجد، أنها عند الله مثبتة قبل أن تكون في الواقع.
إن قوة القلب وعدم انزعاجه وعدم استرساله جريًا وراء الخيالات والأوهام الفاسدة، إنما يكون بإيمان يملئه، واعتماد على الله وتوكلٍ عليه.
الارتباط بين دعوات المكروب والتوحيد واضح للغاية، قال -عليه الصلاة والسلام-: «اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت».
كلمات التوحيد تزيل الكربات، قال -عليه الصلاة والسلام- لأسماء بنت عميس: «ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب: الله ربي لا أشرك به شيئًا» [رواه أبو داود وهو حديث صحيح].
وما الذي سكن يونس في بطن الحوت في ظلمة البحر وظلمة الحوت: «دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الانبياء: 87]، لم يَدْعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب له» [رواه الترمذي وهو حديث صحيح].
«يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ».
قال تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11]، فأهل الإيمان أهدى الناس قلوبًا، وأثبتهم عند المزعجات والمقلقات.
ولو أصابك أرق ماذا تعمل؟
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ -أي استيقظ من نومه- فَقَالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ» [رواه البخاري].
اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان، والتقوى والإحسان، اجعل نفوسنا عامرة بذكرك، أهدئ ليلنا، وأنم عيننا في طاعتك يا ربنا، اللهم اجعلنا ممن اطمئنوا بذكرك، واستأنسوا بك يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن توسع لنا في أرزاقنا، وأن تسعدنا في دنيانا وآخرتنا، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
مقتبس من خطبة الكاتب : محمد صالح المنجد
ام البراء- الإشــراف
- العضوية السابقة : ام الحارث
حالة العضو : مشرفة الملتقى الإسلامي سابقا
الأوسمة : عدد المساهمات : 1205
التميز : 43
الدولة : غريبة بالدنيا!!
العمل/الترفيه : ابحث عن رضى الله مااستطعت
الهواية : .....!!
رد: علاج القلق والأرق في السنة النبوية
اضيف على موضوعك ما ورد في سورة الأنفال في معركة بدريقول الله جل وعلا :
" إذ يغشيكم النعاس أمنة "
حتى أن بعض الصحابة قالوا لقد كان السيف يقع من أيدينا مرتين وثلاثة
بارك الله فيكي على هذا الموضوع
" إذ يغشيكم النعاس أمنة "
حتى أن بعض الصحابة قالوا لقد كان السيف يقع من أيدينا مرتين وثلاثة
بارك الله فيكي على هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» علاج الفتور عد الالتتزام في الدين
» الهجرة النبوية الشريفة والدروس والعبر المستفادة منها
» علاج فقر الدم
» نصرة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
» غسول الفم علاج ام مشكلة
» الهجرة النبوية الشريفة والدروس والعبر المستفادة منها
» علاج فقر الدم
» نصرة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
» غسول الفم علاج ام مشكلة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى