الرئيسية إسلامي الإسلام والعصرتوقّعات العام الجديد..هوسٌ يجرّ للكفر!

كانت تقلّب وتتسمر أمام شاشة جهاز الحاسوب، وتقلّب صفحات المواقع الالكترونية التي جلست من أجلها بسرعة جنونية، وفجأة توقفت عند أحدها، وأخذت تحملق في محتواه وتتفحص سطوره، حتى شرعت في نقل ما قرأته لعائلتها التي كانت تنظر إليها باستغراب، فـ"آلاء" هي واحدة من المصابين بـ"هوس" متابعة توقعات المنجمين و"الأبراج"، كما كثيرين ممن يرتقبون قدوم عام جديد حتى يبحثون عن معرفة توقعاته وتنبؤاته عبر متابعة شاشات الفضائيات العربية التي تفرد لذلك مساحات واسعة:

حب الاستطلاع
"سامي"، وهو أحد الموظفين الحكوميين، يعتبر أن توقعات العام الجديد مرض ألمّ به منذ تعرّف على أحد زملائه الذي لا يكاد يترك وسيلة إعلامية تنقل تلك التوقعات إلا ويتابعها باهتمام شديد، موضحاً أنه في بداية الأمر كان يستخف بزميله بسبب ذلك، "ولكن وحينما صدقت بعض توقعات العامين الفائتين، صرت من المهتمين بمعرفتها، ولا أخفي بأنني أنتظرها قبل قدوم العام الجديد بقرابة شهرٍ كامل".

وبيّن أنه يبحث عن التوقعات التي تختص بشخصه، والتي تتمثل بما يسمى بتوقعات "الأبراج"، والتي تتحدث عن مستقبل حياته العملية والخاصة، وغيرها من الأمور التي قد تحدث في بعض الأحيان.

أما "ختام" وهي طالبة جامعية، فأوضحت رفضها للركوض خلف معرفة تلك التوقعات، وانتظارها كما يفعل كثيرون ممن يشغلون وقتهم وتفكيرهم بها، وذلك لخشيتها الوقوع في الإثم ومخالفتها للشريعة الإسلامية، "فعلم الغيب مختص بالله عز وجل، وليس البشر".

وترى بأن المصابين بـ"هوس التوقعات" وهم كُثر، يقدمون على ذلك بسبب حب الاستطلاع بالمستقبل، وهو أمر يعتري أنفس جميع البشر، وقالت:"لا أخفي بأنني أرغب في معرفة مستقبلي وما سيحدث لي، ولكني لا أشبع هذه الرغبة بمتابعة التوقعات والأبراج، والتنجيم".

من السبع الموبقات!
د.زياد مقداد، عميد الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية في غزة، أكد على أن العلم بالغيب هو أمر يختص بالله عز وجل فقط، وقد أقر بهذه الحقيقة في صريح كتابه العزيز حينما قال "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو"، و"التنجيم" الذي يعمل أصحابه من خلاله على التعرف على النجوم وما قد يقع في المستقبل من أحداث ووقائع، يعتبر من أعظم المنكرات وأشنع المفاسد، وهو نوع من الكفر إذا تعلق به الاعتقاد والإيمان، ولذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبره من السبع الموبقات، عندما قال اجتنبوا السبع الموبقات، وذكر منها السحر، والذي يتفرّع منه التنجيم.

وقال:"علماً بأنه لا يعلم الغيب إلا الله الذي لا أحد غيره يملك مفاتحه، فالمنجمون يتعدون على أخص خصوصيات الألوهية وهو العلم بالغيب، كما ذكر في كتاب الله وما جاء من أحاديث على لسان رسوله، والتي بين فيها أنه صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، متسائلاً:" فكيف لهؤلاء السحرة والمنجمين علمه؟".

ولكون التنجيم كما ذكر د.مقداد ضرباً من ضروب الكفر، فشدد على المسلم أن يتجنب المسلم تصديق أو متابعة المنجمين فلا يركض وراءهم وخلف توقعاتهم وادعائهم لعلم الغيب وهو ليس من الإسلام بشيء، كما أنه يخشى أن يصبح هذا المسلم نداً في الحكم.

الفلك علمٌ مختلف
وفرّق بين علم الفلك والتنجيم، بقوله:"الفلك علم قائم بذاته وله أصول علمية وهو يعتمد على حركات الكواكب وسرعتها بحيث يستطيع العالم الفلكي من خلال الحساب والدراسة الوصول لنتائج ومعطيات علمية، وهذا ليس من التنجيم والسحر، كما أن الإسلام يشجع على العلم والدراسة والاستقراء، ولا مانع من أن يتوصل الإنسان لنتائج من الدراسة، ولكن إذا ادعى علم الغيب وزعم التوصل إلى نتائج مبنية على خزعبلات وشعوذات، وتطرق إلى أشياء ليس لعلمه علاقة بها فهو قد أتى بالكفر والعرافة.

ليس إلا موافقة لقدر الله
وعن تفسيره لصدق بعض توقعات المنجمين، ألمح د.مقداد بأن هذا الأمر من باب الموافقات لقدر الله، وليس لعلمهم الغيب، وقد نبهنا الرسول الكريم من ذلك حينما قال :"كذب المنجمون ولو صدقوا"، أو أنه من باب الابتلاء الرباني للناس إن كانوا من مصدقين لله أو التنجيم، مبيناً أن صدق بعض توقعاتهم في بعض الأحيان يوهم الناس بأنهم لديهم علم بالغيب فيذيع سيط الواحد منهم لذلك.

ودعا المسلم لأن يكون على إيمان وعقيدة قوية بأن علم الغيب لله فقط، وان صدقت بعض التوقعات فهذا ليس دليلاً على صدقهم ولذا لابد من الحذر من المنجمين، لا سيما وأن المتتبع لها يجد أنهم يتحدثون عن توقعات عامة تصلح لكل إنسان، والتوقعات المحددة لا يحدث إلا قليل منها، وهو نوع من التدجيل.

وحول سبب انتشارها وانجراف الناس لمتابعتها وهوسهم بها، أرجع د.مقداد ذلك بالدرجة الأولى إلى ضعف الإيمان، أما من تحلى بقوة الإيمان، فهو يعلم أنها مجرد خزعبلات وأوهام، وسبب آخر تمثل في سعي البعض للكسب المادي من ورائها، حيث تحدث المراهنات والمقامرات على حدوث هذه التوقعات أو عدمه، وحب المنجم للشهرة ولفت الأنظار إليه.

المصدر : صحيفة فلسطين
ايمان عامر

هكذا الناس هم مشغولون بأمور دنيوية ومبتعدون عن ما يوصلهم بالله جل وعلا

أشكرك هبةالله على أهمية الموضوع

واشكرك مديري الفاضل لمواكبتك كل مواضيعنا ومتابعتها والتعليق عليها

بكل ماهو مفيد فجزيت خيرا ان شاء الله

الرئيسية إسلامي الإسلام والعصرتوقّعات العام الجديد..هوسٌ يجرّ للكفر! 1a418193d4